(15)_ كُتبنا لبعض

146 19 4
                                    

الفصل الخامس عشر
#¼دسته_عيال
سلامٌ على الواثقين بـِ أن اللّٰه لنْ يُخيب سَعيَهمْ.🦋
ـــــــــــــــــــــــــ

"بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكما في خير."

وبعد انتهاء المأذون من عقد قرانهم ورحيله هو والرجلين اللذين أحضرهما محمود والدها ليشهدوا على عقد القران، كانت وجوههم ثابتة، يحاول كل منهم فهم ما حدث منذ قليل.

"تمام، أنا هتجوزها، يلا يا عم الشيخ"، قالها بثبات يُحسد عليه وهو يتجه ليجلس بجوار المأذون.

تحركت أخيرًا من صدمتها وهي تقف أمامه تصرخ في وجهه:
"تتجوز مين يا كابتن؟ أنت ما صدقت ولا إيه؟ أنا مستحيل أتجوزك!"

لوى شفتيه وهو يتحرك ليقف أمامها واضعًا يديه على خصره:
"ليه يا أختي؟ ما بشبهش ولا إيه؟ ده أنا أبيض وعيني بُني وشغال في بنك."

حركت عيونها بتفكير لتقول بسخرية:
"هو أنا لو هوافق، فده عشان اقتنعت إنك شغال في بنك لا أكثر."

"آه يا مادية يا معفنة."

ليصرخ محمود، والد زمزم، بسخط:
"يلا يا مولانا، اكتب الكتاب!"

حدث كل شيء بسرعة كبيرة لم يستوعبوا الأمر حتى، فقد تم عقد قرانها منذ قليل وهي بثيابها هذه...!

نعم، كل ما كانت تفكر فيه الآن هو ثيابها، وهي تنظر لها باستنكار، هذه الجلابية المليئة بالورود والتي تخص والدتها من الأساس.

"زمزم"، نادتها والدتها بتردد وهي تربت على قدميها، لتجد والدها يسحب والدتها مبتسمًا بضجر:
"أنا هسيبكوا بقى يا عرسان شوية مع بعض."

لم يرد أحد، حتى منذر الذي ما زال في صدمته وهو يفكر ماذا فعل... لم يشعر بشيء، يُقسم أنه لم يكن في وعيه وهو يتحدث منذ قليل... فقد فاق على كلمة المأذون الأخيرة فقط.

"بص بقى يا عسل، بكره تروح تطلقني وعفى الله عما سلف"، صرخت بها زمزم وهي تقف أمامه تحاول تجميع شجاعتها لتقول الكلام الذي رتبته منذ قليل.

نظر لها قليلًا ليشعر بالاستمتاع وهو يثير غضبها ويجعلها كأنها لون الطماطم، ثم وقف أمامها ببرود واضعًا يده في جيبه:
"أولاً، ما عنديش حاجة اسمها طلاقي يا أختي، ثانياً، دي طريقة واحدة محترمة بتكلم جوزها؟ ده بدل ما تديني حضن كتب الكتاب."

اتسعت عيناها وهي تراه يقترب منها لتقف على الأريكة وهي تصرخ:
"حضنك؟ حنش يا بعيد! أنت أهبل يلا، وجوز مين؟ أنت صدقت!"

كان يقترب أكثر، مستمتعًا بصراخها وخوفها:
"أنتِ هبلة يا بنت، أمال المأذون ده كان بيعمل إيه؟"

"الموضوع جه بسرعة، أنا ما أخدتش بالي."

"معلش، المرة الجاية ابقي خدي بالك"، قالها وهو يقترب حتى أصبحت في مواجهته والحائط خلفها، لتقول بتلعثم وتوتر حتى أحست بدقات قلبها سوف تتوقف من كثرة نبضها:
"أنت... أنت عايز إيه؟"

¼ دستة عيال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن