(11)- ضحيه لكذبها

126 12 6
                                    


الفصل الحادي عشر 
#¼دسته_عيال

قيل للحسن البصري: 
يا أبا سعيد، إن الرجل يخطئ ثم يتوب! 
ثم يخطئ ثم يتوب، ثم يخطئ. إلى متى؟ 
قال: "إلى أن ييأس الشيطان منه"

ـــــــــــــــــــــــــــــ 

وهنا أشعر بثقل بداخلي، وكأن هناك حجراً كبيراً فوق صدري، التشتت يراودني. يُقال: إذا كنت تريد موت أحد، اتركه في تشتته. 

كانت تسير وهي تسحب عربة التسوق أمامها، شاردة تنظر أمامها وكأنها في مكان آخر. 

"ماما، عايزة إندومي، بصّي ده عليه عرض." 

قالتها ليان بطفولة وهي تمسك بالكيس بحماس. عقدت جميلة حاجبيها وهي تلتقطه منها وتتفحصه، ثم أردفت بسخط وهي تلوي شفتيها: 

"لا يا ليان، ده شكله منتهي الصلاحية. بصّي، الكيس لوحده بعشرة جنيه، وهم عاملين الثلاثة بعشرين جنيه. لا لا، أكيد بايظ." 

دبدبت الصغيرة على الأرض وهي تقول ببكاء: 

"لا بقى، أنا عايزة. خلاص، جيبي لنا من غير عرض." 

تنهدت جميلة بضيق. سارعت سلمى وهي تلتقط أكياس المكرونة قائلة بحماس وهي تنظر إلى ليان: 

"طيب، إيه رأيك لو عملت لك إندومي من المكرونة؟ على فكرة بعمله حلو أوي." 

نظرت لها ليان بشك وضاقت عيونها: 

"بجد؟" 

ردت سلمى بثقة: 

"أيوه، لو معجبكيش هنزل أجيب لك إندومي." 

لم ينتهِ المشهد حتى نادى إلياس، الذي كان يجلس على الكرسي المخصص للأطفال في العربة: 

"ماما، عصـير." 

تنهدت جميلة وقالت لسلمى: 

"معلش يا سلمى، جيبي له عصير." 

ذهبت سلمى لتحضر له العصير. سمعت رنين هاتفها وكان يونس. أجابت وهي تحاول إخفاء إرهاقها: 

"إزيك يا حبيبتي، عاملة إيه؟" 

اتسعت عيونها حين تأكدت من المتصل، لتجد أنه يونس. ابتلعت ريقها وقالت متلعثمة: 

"ألو، السلام عليكم. يونس معايا؟" 

ابتلع الآخر ريقه وكتم الصوت، ناظرًا لنديم الذي كان يسير بجواره يأكل الحلوى، مرددًا بخفوت: 

"أنت متأكد من السفالة دي؟ البنت اتصدمت ومش مصدقة، وفكرت حد بيعاكسها!" 

قال نديم بصوت واثق وهو يحاول أن يقدم ليونس نصيحة:

"يا ابني صدقني، ده اللي بيجيب مع البنات. هتفضل محترم وتقول: إزيك يا آنسة جميلة؟! وعاملة إيه حضرتك؟! فين؟! دي خطيبتك، مش الأسيستانت بتاع مدرس الكيمياء فوق."

¼ دستة عيال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن