قيود الحقد: حفل الزفاف

164 61 202
                                    

البداية

زفاف ضخم في قصر  يتنفس الفخامة من كل زاوية. الجدران مزينة بالستائر الحريرية الفاخرة،

والثريات الكريستالية تضيء المكان بأضواء خافتة تلمع كالنجوم.

الطاولات مغطاة بمفارش بيضاء نقية، وعليها زهور نادرة تجلب الروائح الزكية إلى الأجواء.

الكراسي مزينة بأشرطة ذهبية تلتف حولها بإتقان، وكأنها تعانق الحاضرين بكل لطف. في كل زاوية من القاعة، تنبثق أزهار الأوركيد والياسمين بألوانها البديعة، تضفي على المكان جواً من الرومانسية والرفاهية.

الموسيقى تعزف بألحان عذبة تتناغم مع وقع خطوات المدعوين على الأرضية الرخامية المزخرفة. يتميز المكان بفخامة لا مثيل لها، حيث تُعكس الأضواء على الجدران المزخرفة بالذهب لتخلق توهجات ساحرة.

العروس ترتدي فستانًا أبيض نقيًا مزينًا باللآلئ والكريستالات، تفيض منها هالة من الأناقة والجمال.

العريس يقف بجانبها ببدلة رسمية سوداء، وعيناه تتلألأ بحدة وبرودة وابتسامة متمردة زينت شفتيه.... لم يستطع احد معرفة مشاعره في هذه اللحظة..

......

وسط هذه الأجواء الملكية، تتجه الأنظار نحو الزوجين الجديدين وهما يرقصان رقصتهما الأولى. الموسيقى تتصاعد بنعومة، والأضواء تتلاعب بهما، محولةً اللحظة إلى لوحة فنية تنبض بالحياة.

أو هذا ما كان يبدو


اقتربا من بعضهما ببطء، وكأنهما يتجنبان الاقتراب الحقيقي.

كانت خطواتهما متناسقة، لكن القلوب كانت بعيدة. العيون تتلاقى للحظات قصيرة، ثم تبتعد بسرعة، كأنها تخشى كشف الأسرار المخفية.

في تلك اللحظة، كان كل منهما يحاول إخفاء مشاعره الحقيقية خلف قناع من البرود واللامبالاة والابتسامات المصطنعة..

لكن في أعماق القلوب، كانت هناك نيران مشتعلة من الحقد والكراهية، تتراقص مع كل خطوة يخطوانها على الحلبة.

كانت الرقصة الأولى بمثابة معركة صامتة، حيث يحاول كل منهما السيطرة على الآخر، بينما تظل الابتسامات الزائفة تزين وجهيهما.

في تلك اللحظة، كان العالم كله يراقب، لكنهما كانا وحدهما في معركة لا تنتهي بين الحب والكراهية.

وبينما يرقصان تحت الاضواء الخافتة...
اقترب أدريان من إيفا، وشد على خصرها بقوة خفيفة، مما جعلها تشعر ببرودة سيطرته.

ثم همس في أذنها بأول كلمات سمعتها من فمه منذ رؤيتها له...
كان صوته منخفض لكنه مليء بالعزم

  مصالحة تحت الرصاص/Truce Under Fireحيث تعيش القصص. اكتشف الآن