«سأُعَانِقُك»

14 6 8
                                    


كانت هذه أكثر الأيام التي كرهتها طيلة حياتي، فقد تغيب سينقتشول عن المدرسة لبضعة أيام كي يستعيد عافيته وتُشفى رُكبته،
والتزمت انا بحضور الدوام الرسمي دون الدوام المسائي.

فأنا بالكاد أستطيع البقاء يقضة أثناء الحصص الدراسية، وكلما نظرت أمامي حيث طاولته الفارغة أشعر بفراغ كبير داخلي، المدرسة مُملة.

لا يوجد ما أحدق به طوال الوقت ولا يوجد من يشاركني القصص البلهاء وأحب الأستماع اليها مهما بلغت من البلاهة.

لا احد يبتسم فيَّ إبتسامته الدافئة،
لا أستطيع رؤية ملامح وجهه حتى.

مضت فترة طويلة منذ آخر مرة رأيته فيها، حتى عندما أذهب للمقهى لا أجده هُناك، لم يخرج من منزله ودائماً ما يظل في غرفته ليرتاح، لم اعرف سينقتشول كسول هكذا من قبل.

وعلى الرغم من ذلك أستمر بإعطائه الواجبات والدروس لأنه يستمر بطلبها، ولحسن الحظ لم يسألني قط عن دورس الفترة المسائية، إما أنه يعلم أني لا أحضرها، أو أنه ربما لا يكترث بها كثيراً..ارجو أن يكون الثاني أصح.

على أيٍ سأظل مُتماسكة إلى حين تعافيه وعودته للمدرسة،
بِتُّ اعاني من الأرق في الليل لكثرة ما نمت في المدرسة أثناء فترة ما بين الحصة والحصة وطوال الإستراحة ذات النصف ساعة.

اني في حالة يُرثى لها حقاً، ارجو فقط أن يعود بأسرع ما يُمكن لأني إفتقدته كثيراً، أشعر بالوحدة تُغرقني على الرغم من امتلاكي العديد من الأصدقاء.

سينقتشول مُختلف، كنت قادرة على الإستيقاظ كُل يوم والزحف للمدرسة بسببه، فأنا أكره الدراسة من صغري لكني أحب المدرسة وأحب زُملائي وأصدقائي وأحاول الإهتمام بدروسي على الرغم من كرهي لها.

....

سلة تُفاح أُخرى، هذا كُل ما أستطيع أعطائه إياه، اتمنى على الأقل أنها تُساعده ليتحسن أسرع، فأنا بحاجة لأن أراه.

"مساء الخير"
قُلتها وأخذت أبتسم في وجه العم المشغول بإعداد الطعام على الموقد، إنه مشغول طوال الوقت!

"مساء الخير مون بيول..كيف حالك اليوم؟"

"على ما يرام بالطبع"
أجبته بعد أن قابلني بإبتسامة مُتسعة، حتى وهو غارق في العمل بإمكانه الإبتسام ببشاشة لزبائنه.

"ما هذا؟ تفاح مجدداً؟"
سألني يسترق النظر داخل الكيس الذي وضعته تواً، فأجبته:
"اجل، لأجل سينقتشول"

"كيف حاله اليوم؟"
سألته بعد فترة من صمتي، ليرفع ناظريه لي وقد قال:
"بخير، على الأرجح أنه نائم الآن"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 21 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

CHERRY | 제리حيث تعيش القصص. اكتشف الآن