«طريق العودة للمنزل»

56 8 38
                                    


"حل النهار! ليرفع الجميع رؤسهم"

رفعت ناظري عن الأرض فور أن سمعت صوت المُضيفة، آمل عميقاً الا أكون مستهدفة الجولة الثانية كما العادة..

"المواطنة مون بيول قُتلت بواسطة المافيا!"

مهلاً! ما كان هذا؟ انا حتى لم أكمل قول ما رغبتُ بهِ في قرارة نفسي، بأن أُكمل الجولة حتى!

بات الجميع يصرخون بسعادة ويضحكون بصخب و انا أقف في المنتصف أناظرهم بثُغر منفرِج وأعين بائسة..إنهم أوغاد!

"أعيدي المال وغادري"

قالت صاحبة النّظارات تمُد يدها أمام وجهي بينما الجميع قد أفتعل أصوات دهشة وتعابير ذهول..كوني حصلت على المال مُسبقاً.

لكن هذا ليس عدلاً!
"مهلاً!..لما أخرج دائماً في الجولة الثانية؟
لو لم يكن المافيا لكنتم أقصيتموني بتهمة كوني مافيا!"

"لا جدال..اللعبة لعبة..غادري!"
قال ذاك الطويل الأخرق وقد وقف ينتصب أمامي بجسده العريض يحاول حجبي عن اللعبة.

أخذت أدخل يدي في جيب تنورتي بتهكُم، ثم دسستُ المال في يد المُضيفة وسحبت حقيبتي عن الأرض الترابية أغادر وانا أشعر بأن قلبي سينفرط بكاءاً.

سرت بعيداً عن المدرسة وعن اصدقائي وسونقتشول الذي كان يقف وينظر لي بدون تعابير..أكان أسِفاً عليّ أم أنه يشْمَتُ بي؟..

بِتُّ أشعر بأن الجميع حولي أوغاد..
تباً! أبغض هؤلاء الأغبياء كثيراً..
هذا ما يحدث دائماً!..أكره هذه اللعبة!

"تباً!"
زمجرت بها ضاربة الأرضية الإزفلتية بقدمي،
ثُم واصلت المشي متابعة طريقي نحو المنزل، عبر الطريق الطويلة الفارغة التي تُحيطها الوديان من كُل جانب.

ومالذي بإمكاني فعله؟
هذا ما يحدث دائماً..في المافيا الغبية.

أشعر بالدوار يشتد أكثر وقدماي تخوران شئياً فشيئاً كُلما سرت بضعة خطوات..
ولا زلت في منتصف الطريق حتى منزلي!

أكان على أبي أن يضع منزله في آخر الريف بعيداً عن باقي المنازل وفي مكان مرتفع؟

كان هذا دائماً يتعبني على الرغم من أني أعتدت عليه، كُلما سرت بمفردي لا يسعني سوى النحيب وإفراغ الطاقة السلبية داخلي على نفسي..

لا أحد حولي، لا شيء سوى الحقول والوديان، الأراضي الزراعية والمناظر الخاطفة للأعين..
على الرغم من ذلك كان هذا إعتيادي ويزداد مللاً يوماً بعد يوم..

CHERRY | 제리حيث تعيش القصص. اكتشف الآن