حُرِية مُزيفة

19 7 31
                                    

تِك تَك
.
تِك تَك
.
تِك تَك
.
فلتصمتِ! هِي لنْ تَفعل بِي هذَا
ولكِنهَا فعلتْ
ر ربمّا لمْ تقصِد
تَوقفي عنْ التماَس الأعذَار لها وهِي لمْ تكترثْ لكِ!

ولكِن.....

ألقُو القبْض عليهَا لقدْ كانَت تحاوِل قتلَها؟!
إنها مُختَلة!
لقدْ كَانت تُحاولُ الهجْم علي
ل لا ت..

"توَقفِي!"
اه لقَد كَان حُلما... كَابُوسا
او رُبما لاَ، لمْ أعُد أستَطيع التفرِيق بَين واقعِي وخيَالي.. أصبحَ كُل شيءٍ يتشَابه...كُل شيءٍ أبيَض مِثل جُدران هذه الغُرفة وجُدران هذه المصّحة ككُل.

مِن المُفترض أنَّ الأبيضَ رمزٌ للنقاءِ والسلامْ ولكِنه عُنوان الجُنونِ هنَا... الأبيضُ لايُساعد المختلِين على التَعافي، بلْ يزيدُ الوَضع سوءا.

فِي هذا المكَان لاَ تستَطيع النَوم بسلامْ، فورَ إقترابِ النومِ منكَ سيُبعده صُراخ المَرضى..

المَكانُ أسوءُ مِن السجنْ ولكن هُناك شيءٌ واحدٌ جيدْ....لا نِفاق هُنا

سواءَ مِن ناحيةِ المرضَّى أوِ المُمرضون والأطِباء.

المرضَى يُضهرون جُنونهم والممرِضون يُضهرون إشمئزازهُم من قذارةِ المرضَى والأَطِباء يُضهرون نَواياهم.

قِسمُ النِساء أكثرُ قذارةً مِن قِسم الرجَال حسب قول المُمرضاتْ، النِساء بطبيعتِهن خطِيرات وإن زادَ فوق جُنونهن جُنون فسيكُون ذلكَ سيئاً جذاً، وأنَا شاهدةٌ على ذلِك.

اتدكرُ مرةً قدْ رأيتُ فيهَا مُمرضةً قد قُتلت على يدْ كاسْيا..

لقَد رأَيتُها بوضوحٍ حينَ غرسَت ذلكَ المِسمار في حُنجرتها، ثُم قَامت بتنَاولِ لحمِها بوحْشية... لقَد كانَ ذلِك منظرًا بشعًا.
لقَد حذثَ ذلِك في هذِه الغُرفة وكُنت أنَا الشاهِدة الوحيدة وحينَما حَاولتُ التَدخُل لإِنقادِ المُمرضة غرسَت ذلك المِسمارَ في يَدي اليُسرى وثبثتْها على الأَرضية الخَشبية،
لمْ أستَطِع مقاومتهَا ذلكَ اليومَ لأننِي كُنت مُخدرة لسببِ مَا...

لقَد كَان منظَرا بَشعا... مُقرفاً.. مُخيفا.

انَا عسْراء ولمْ أعد أستَطيع إِستِعمال يدِي اليُسرى بِنفسِ الفعَالية...
وَأنَا أُحب الخيَاطة، كَان حُبي للخياطَة هُو أولُ مادُفن في هذاَ المكَان... وليسَ الأخِير.

"إِنهُ وقتُ الغدَاء تُوليب"

أومَأت للمُمرضة أتْبعُها بخطُواتي الهُلامية، حَال وصُولي لقاعَة الطعَام صادَفنِي ذاكَ المنْظر المُقرف المعتادْ.. واحِدةٌ تُغمسُ شعْرها في الطَعامِ وكَأنهَا تحسِبه زيت شعر والاُخرى تأكُل بأصابعِ قدميها وكَأنها مِلعقة وواحدةٌ تُكسِر في أطْباقِها وأطْباقِ غيرها وتُسفق لنفسِها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 31 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الرُقعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن