ابي

188 16 6
                                    

تمر الاوقات السعيدة بسرعه كأنها لحضات .... عكس ذلك !! الايام العصيبه تمر ببطئ شديد كأنها تعادينا عمداً

لكن الحقيقه هي ان الوقت هو نفسه في كلتا الحالتين .... نحن فقط لا نشعر به عندما نكون سعداء بينما نشعر بثقله كاملاً في اوقات الالم

ان تشعر بلالم في الحقيقه هو شيء جيد ... لأنه يخبركَ بأنك حي !! و ان هذا الالم صادر عن جسدك لكن !! اذا كان ألماً نفسياً فالامر اصعب

ان تتألم لألم شخص تحبه ... هذا ما يعنيه المعنى الحرفي لمشاركه الالم .... حتماً سيصبح اخف !! لسنا نتشارك الفرح و السعادة فقط بل حتى الامنا و بفضل ذلك نشاة بيننا رابطة لا يمكن كسرها .... يتم تعريفها بمصطلح مشهور يدعى " الحب "

" هل تشعر بألم ؟؟ " ربتت على ظهره عندما وضعت ملعقه الحساء في فمه

" لا ... انا بخير !! هل بامكاني ان اشتكي بينما تطعمينني بيديك ؟؟ " سأل بشقاوته المعتاده

كنا في المشفى .... كان علينا الاستعداد للعملية قبلها بيوم على الاقل

يجب ان يصوم عن الطعام ل 16 ساعة على الاقل قبل العملية لذا كانت هذه وجبته الاخيره

خصص له جناح كامل مع خصوصية تامه تحسباً لأكتشاف احدهم لوجود الامير في هذا المشفى

" لقد شبعت ... هذا يكفي !! " رفض الملعقه التي وضعتها امام فمه

" واحدة اخيره !! تبقى القليل فقط !! "

تنهد و سمح لها بأن تنساب بين شفتيه ثم ابتلعها بصعوبة و اظهر ملامح منزعجه فوراً " كما هو متوقع !! طعام المستشفيات هو الاسوء !! "

تركت الملعقه و الصحن جانباً ثم جلست الى جانبه و امسكت يده .... نضرت الى المحلول الوريدي في يده ثم داعبت اصابعه بخفه

" لقد تذكرت فجاة ... الطعام الذي كنت تعده لنا في كوينزلاند !! "

ضحك بخفه و ابتسم .... يبدو انني استطعت التغيير قليلاً من مزاجه

" سأخذكِ الى كوينزلاند مجدداً يوماً ماا .... بعد ان ينتهي كل شيء !! "

" سيكون من دواعي سروري مرافقتكَ مره اخرى !! لكن اولاً دعنا نهتم بصحتكَ حتى تشفى تماماً !! "

ابتسم بحزن و امسك يدي بقوة " هل تعتقدين انني سأنجو حقاً هذه المره ؟؟ "

" بلتأكيد ستفعل !! انت قوي للغاية !! اقوى مما تضن بكثير !! سترى ان هذه ستغدو مجرد ذكرى سيئه من الماضي !! في مستقبل نعيش فيه انا و انت دون مشاكل او الام ترهقنا !! "

" ران ... في النهايه !! اتضح انني السبب ... انني الشخص الذي تسبب في عودتكِ الى الماضي و ليس انتي !! لانها كانت امنيتي الاخيرة قبل ان اموت ... اشعر ان لأمي علاقه بذلك لكن المهم انه حدث !! اذا تمكنا من اجتياز ما حدث هذه المره هل ... هل ستكونين امرأتي مجدداً ؟؟ هل سيكون بأمكاني ان اعيش قربكِ و امسك يديك و انا مرتاح ؟؟ "

ابريل الماضي "الجزء الثاني " ما قبل الصفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن