في صباح اليوم التالي، أشرقت الشمس بضوء ذهبي ساطع، أخترق الضوء النافذة الصغيرة للغرفة وسقط على جسد الفتاة المستلقية على الأرضية الخشبية الملوثة بالدماء.كان ضوء الشمس ساطعًا للغاية مما أزعج نومها، أهتزت جفونها بخفة، وانفتحت عينيها المؤلمتين ببطء شديد، كانت تشعر أن كل مفصل في جسدها يؤلمها، وخاصة رأسها، شعرت كما لو أنها تعاني من صداع نصفي شديد، وأن هناك أشياء عشوائية مدفونة في عقلها، وتعجز عن فهمها.
عندما أصبحت رؤيتها أكثر وضوحًا كان أول شيء رأته هو سقف الغرفة، رمشت للحظات، ثم نظرت حولها بكسل شديد.
كان كل ما في الغرفة هو سرير خشبي صغير، وبجانب السرير طاولة بنية قديمة عليها الكثير من الأوراق، وبجانبها بعض المتعلقات المختلفة والعشوائية، وعلى الحائط مرآة متوسطة الحجم جزء منها مكسور وحاد.
بعد النظر إلى كل تلك الأشياء، رقص في رأسها سؤال واحد
أين أنا؟!
حاولت الأستناد على ذراعيها والنهوض ولكن بمجرد تحريكهما داهمها ألم فضيع جعلها تتأوه، وعندما نظرت لذراعها أتسعت عينيها بصدمة
ما هذا؟
كانت ذراعيها مليئة بالجروح والدماء الجافة، منها ما كان جديدًا ومنها قد بدأ في الألتئام، بعد النظر للحظات شعرت برغبة في التقيؤ، وتلقائيًا أبعدت أنظارها عنها، ولكن، وبمجرد أن نظرت بعيدًا رأت شيئًا لم تتوقع رؤيته في حياتها.
في لحظة من الدهشة وعدم الأستيعاب، قفزت من مكانها واقفة وكأنه تم قرصها بواسطة ثعبان، رمشت عدة مرات وهي تنظر للرسومات الغريبة والمألوفة التي تم رسمها على الأرضية الخشبية
لم تكد تصدق ما تراه عيناها.
على الفور، عرفت ماهية الرسم والغرض منه، وشعرت حينها أنها سقطت داخل هاوية مظلمة.
كان رأسها يؤلمها ولا تتذكر الكثير عن كيف ومتى أتت إلى هنا، ولكن هذا لا يعني أنها تجهل ما تعنيه مثل هذه الرسوم، رغم أنها لم ترها إلا على الورق.
كان الرسم عبارة عن مصفوفة، وليست أي نوع من المصفوفات، كانت أخطر وأبغض مصفوفة، وهي من النوع القديم والمحظور.
تتطلب هذه المصفوفة التضحية بأنسان حي، وليس أي شخص، إنما الملقي نفسه عليه التضحية بروحه وجسده، وذلك بإحداث شقوق على جسده، وبأستخدام دمه كوسيط، وروحه كقربان، يتم أستدعاء روح شريرة لتلبية رغباته المكتوبة، والتي في أغلب الأحيان تكون الأنتقام، وكان ثمن ذلك هو تقديم جسده للروح الشريرة.
ولكن بسبب تلك المتطلبات، على مدى آلاف السنين، كان هناك عدد قليل من الناس شجعانًا بما فيه الكفاية للتضحية بكل ما يملكون عن طيب خاطر، فقط لأجل الأنتقام.
أنت تقرأ
تحت شجرة الماغنوليا || Under The Magnolia Tree
Fantasyلم تعد شجرة الماغنوليا كما كانت قبل رحيلكِ. الوصف في الفصل الأول ملاحظة: الرواية صينية وكل ما كُتب فيها من وحي الخيال ولغرض الترفية ولا يمت للواقع بصله. + لا احلل أخذ روايتي أو التصرف فيها بأي شكل كان.