الفصل الثالث

14 2 0
                                    

الفصل الثالث من سلطان الهوي
يوم الزفاف الذي ينتظره سلطان على أحر من الجمر، بقلب يتراقص فرحًا وعشقًا، بينما هي بقلب يرتجف خوفًا، رغم شعورها بالراحة تجاه ما هي مقدمة عليه إلا أن خوفها ينبع من احتمال عدم تغيره فقد عزمت على تغييره نحو الأفضل، وجعلت زواجها من سلطان فعلاً من أفعال الخير، وأقنعت نفسها بأنها ستنجح في تحسينه ورغم ذلك، كان هناك جزء خفي في أعماق قلبها بدأ يخضع لهوى سلطان.

.
.
في غرفة سلطان
دخلت والدة سلطان بقلب يتراقص من الفرح وفي جو من البهجة أطلقت الزغاريد اللتي ملئت المكان وقالت برجفة ودموع ترقرقت في عينيها
_الف مبروك ياحبيبي ربنا يجعلها يابني جوازة الهنا ،وجد  بنت مؤدبه وملتزمه اوعي يابني تزعلها دي يتيمه ياحبيب امك
_عارف ياماما إنتي عارفه إني بحبها قد إيه دي كانت حلم ومازالت  ادعيلي بس هي اللي ترضي عني وتحس بيا ، أصل أنا خايف قوي رغم فرحتي بإن خلاص وجد هتبقي بين إيديا
أخذت السيده حنان إبنهافي أحضانها وقالت :
إن شاء الله ياحبيبي ربنا يحببها فيك وتعرف قد إيه إنت بتحبها
دخل سعد بفرحه ل غرفة سلطان في هذا المشهد الرائع أيضاً
وقال :الله الله علي الرومانسيه ياجدعان كفايه ياخالتي أحضان
ماهو راجعلك مش هيطفش يعني
ضحك سلطان والسيده حنان وقالت : سيبهالك ياسعد عقبالك يابني ربنا يسعدك
قال بصوت خافت :ماهو خلاص ضاعت من إيدي
ثم رفع رأسه وقال: تسلميلي ياخالتي
.
.
أما عند وجد فكانت رائعة الجمال بهذا الفستان الذي جعلها ملكه متوجه وبحجابها الجميل الذي زادها جمالاً ورقة
كانت وجد حولها جيرانها من السيدات والبنات الائي جئن لتهنئتها منهن الآتي جاءت لتبارك ومنهن جاءت حاقدات
كانت وجد تعرفهن جميعا ولكن لم تشغل بالها بأحد غير بزواجها بسلطان الهوي
انتفضت وجد من شرودها علي صياح الفتيات وصوت الزغاريد التي علمت من خلالها أن العريس قد وصل
زادت ضربات قلب وجد رهبة وخوف أغمضت عينيها ودعت ربها أن يكون لها خيراً
فتحت عينيها وشهقت عندما وجدت سلطان ينظر إلى وجهها بحب جعل قلبها يرتجف ونبضات قلبها تزداد بسبب نظرات سلطان لها
اخفضت وجد وجهها أرضاً من كثرة التوتر وبدأت يديها ترتجف
قدم سلطان لها باقة ورد جميله وقال لها : مبارك عليا انتي ياوجد
قالت وجد بصوت يكاد يسمعه : الله يبارك فيك
انتهي حفل الزفاف علي خير ودخلت وجد الشقه بقلب يرتجف
قال لها سلطان : ممكن ياوجد اتكلم معاكي الأول قبل أي حاجه
أومأت وجد رأسها ثم جلس علي أقرب اريكه وهي بجواره وقال:
أنا عارف ياوجد إنك مش بتحبيني نظرت وجد إليه نظرات غريبه هو لم يفهمها وأكمل : أنا عارف انك مغصوبه علي الجواز مني لكن أنا عايزك تعرفي حاجه ياوجد
"أنا بحبك "
اندهشت وجد كثيراً من هذا الإعتراف الذي لم تتوقعه أبدا كانت تتوقع أن زواجها من سلطان مجرد تملك
وان سلطان قد أُعجب بها ويريدها لنفسه مجرد التملك ،ولكن حب
قالت متلعثمه :انت بتحبني ازاي
_ايوه بحبك ياوجد بحبك، وبحبك من زمان قوي ،بس كنت خايف ومتردد قلت لازم تبقي ليا ومسيرك هتعرفي قد إيه أنا بحبك
_بس ازاي بتحبني وكل الستات اللي تعرفهم دول يبقوا ايه
_دول نزوه، تسليه لكن أنا مبحبش غيرك ياوجد صدقيني ..
بصي ياوجد أنا مش عايز وجد جسد بس أنا عارف انك مش هتحرميني من حقوقي لكن أنا عايز وجد، عايز روح وكيان وعقل وجد معايا فاهماني ياوجد
نظرت وجد في عينيه متعجبه منه
وحدثت نفسها : معقول ياوجد يكون بيحبك ولا ده كلام بيقوله لكل الستات اللي يعرفها
طيب لو إنتي زي أي ست هو يعرفها اتجوزك ليه
اتجوزك علشان يثبت لنفسه إنه يقدر ياخد كل حاجه ويملك كل حاجه
بس إزاي وكل كلامه انا لامسه فيه الصدق، معقول يكون صادق
أحست أنها أطالت النظر في عينيه وهو كان أيضا ينظر في عينيها بكل حب واشتياق لكن جاهد نفسه حتي لايقترب منها
فهو عاهد نفسه ألا يقترب منها حتي تكون معه بقلبها وليس بجسدها
اشاحت وجد وجهها بعد أن انتبهت أنها أطالت النظر داخل عينيه
وقالت : يعني من كلامك إنك  مش يعني
_ايوه ياوجد أنا مش هقرب منك طول مانتي مش عايزه انا مقدرش أقرب من واحده مش عايزاني ، ممكن بقي تقومي تغيري وانا هغير في الأوضه التانيه علشان أنا جعان ولا هتجوعيني من اول يوم
قالها ببعض المرح ،ابتسمت وجد فتقدمت من الغرفه عدة خطوات ثم استدارت له وقالت : مش هتصلي ياسلطان
اومأ لها سلطان بهدوء
ثم دخلت الغرفه وبدلت ملابسها وتوضأت وصلت وظلت تدعوا الله أن يهديه ويهدي قلبها لهوى سلطان
أما عند سلطان فقد بدل ملابسه وقام عازما إلي الصلاه
الصلاه التي لم يؤدها منذ سنوات
قام سلطان بين يدي الله بقلب يرتجف وكيف لم يصلي طوال هذا الوقت ،لماذا يتناول الخمر وهو يعرف أنه قد حرمه الله
يعرف كل شئ رغم ذالك يفعله يغلبه شيطانه ونفسه الأماره بالسوء دعا الله سبحانه أن يهديه ،
سأل نفسه سؤالا هل سوف يتغير ويصلي لأجل أن تحبه وجد
ام أنه سوف يلتزم في الصلاه من أجل الله سبحانه وتعالي
_أنا تايه انا مش عارف أنا عايز إيه أنا خايف إن ربنا مايقبلش توبتي ،انا عملت ذنوب كتير قوي
رفع سلطان يديه يناجي ربه
يارب أنا عملت ذنوب كتير ،يارب اغفرلي ، يارب أنا عصيتك كتير لكن أنا جاي وكلي يقين إنك هتقبلني يارب
.
.
ذهب سعد مع أماني وزوجها علاء بعد أن أصر سعد على ايصالهم إلى المنزل
رغم أن زوجها يجلس بجوارها داخل السياره ف اماني وعلاء يجلسون في الخلف 
  عدّل سعد المرآه بحيث يرى اماني بوضوح وهذا اللزج زوجها مشغول بالهاتف
كانت اماني أيضا تبادل سعد النظرات ،كانت اعينهما تتلاقي وتقول من الكلام مالم يستطيعا البوح به
لاحظ علاء ذالك وزادت شكوكه ولكنه لم يريد إثارة الجدل فعندما يصل الي المنزل سوف يلقنها درسا
عاد سعد الي منزله شارد الذهن محطم القلب ،كيف أضاع حب عمره ،كيف اضاعها ولم يعترف لها بحبه هاهي ضاعت منه
مهلا ولكن نظراتها كانت تقول اشياء كثيره ،هل كانت تحبني مثلما احبها ، حتي لو كانت تحبني فأنا الغبي كان من المفترض أن اخطوا خطوه جاده ولكن قد فات الاوان ...

سلطان الهويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن