تجلس أماني على سريرها منذ أسبوعين، منكمشة على نفسها، وعلى وجهها آثار ضربٍ وجسمها أيضًا أغمضت عينيها لتتذكر ما حدث لها بعد عودتها من حفل زفاف أخيها بعد أن أوصل سعد أماني وزوجها علاء، الذي يمقته كثيرًا، ذهب سعد مجهدًا ومتعبًا، وقلبه يتقطع ألمًا وحسرة؛ فأماني، الفتاة الهادئة الجميلة، ضاعت من يديه
حدث نفسه قائلاً:
"أكيد إنت ما تستحقهاش يا سعد تكون ليها، أكيد ربنا بيعاقبك علشان إنت بعيد عنه، مقربتش منه علشان يقربك منها أماني دي القلب الطيب النقي، إنت تبقى إيه علشان تقرب منها؟ هي بتصلي ومحجبة وما بتسبش فرض، وإنت إيه؟ أنا تعبت، متلخبط وتايه، أنا تعبان"دخل سعد إلى المنزل، فوجد أمه تنتظره تعجب سعد، فهو لأول مرة يراها قلقة هكذا؛ دائمًا يدخل المنزل ليجدها قد نامت سعد هو أكبر إخوته، فلديه ثلاث أخوات أصغر منه وقد تزوجن جميعًا، فما بقي في البيت غيره هو وأمه، أمه التي يتركها وحيدة، وعندما نظر في وجهها الحنون عرف أنه بعيد كل البعد عنها؛ وجهها به بعض الألم، فكيف تركها هكذا وحيدة؟ دائمًا يجلس على مائدة الإفطار شارد الذهن، ويعود ليلاً إما شاردًا أو سكرانًا ويجد أمه نائمة أو هكذا كان يظن، اقترب منها باشتياق وقال:
_سلام عليكم يا ما
_وعليكم السلام يا قلب أمك
_إيه اللي مقعدك للسَاعَدي يا أمي؟
_عايزة أطمن عليك يا بني، قلبي وجعني علشانك تعالَ يا بني في حضني واشكي لي، مابقتش تيجي تحكيلي زي زمان، ولا فاكر نفسك كبرت
ارتمى سعد في حضن أمه يبكي كالطفل الصغير، ويشدد من حضنها الدافئ
_أنا تعبان، تعبان قوي يا ما
_مالك ياقلب امك
_ ضيعت البنت اللي بحبها، أنا مبقتش عارف أعمل إيه، حاسس إني تايه زي المركب اللي مش لاقيه بر تقف عليه، ماشي والأمواج بتخبط فيا شمال ويمين، وخايف في يوم أغرق وملقيش حد ينجدني_بعيد الشر عنك من التوهان واللخبطة يا قلب أمك
بص يا حبيب أمك، المركب اللي إنت بتجاهد علشان ترسي عمرها ما هترسي طول ما انت بعيد عن ربنا، قرب من ربنا يا بني، هو حلَّال الأمور، هو اللي أقرب لينا من حبل الوريد ناجي ربنا يا بني، اسأله واطلب منه يغفرلك ويتوب عليك طول ما انت هتبقى في طاعة ربنا، ربنا هينجيك وهتلاقي مرسى ترسي عليه بسلام وأمانقوم يا بني اتوضا وصلي، هتلاقي في قربه الراحة اللي إنت بتتمناها أنا يا ما نصحتك، وانت مكنتش بتسمع كلامي. مكنش بإيدي حاجة أعملها غير إني أدعيلك يا بني، ربنا ينور قلبك وتوصل لطريق الهداية
قبَّل سعد يد أمه، وقام ودخل إلى الحمام واغتسل، ثم خرج إلى غرفته وفرد سجادة الصلاة، وقام بين يدي الله، وقال "الله أكبر" واجهش في بكاء مرير يقطع قلب من يسمعه استجمع سعد نفسه وأكمل صلاته، وهو يشعر بالندم والحسرة على كل شيء جميل أضاعه من بين يدي ثم ذهب إلى النوم، ولأول مرة منذ وقت طويل، ينام سعد قرير العين بقلب راضٍ يشعر بالراحة، وأغمض عينيه وذهب في سبات عميق
......................
تذكرت أماني كيف فعل بها زوجها عندما دخلت المنزل؛ أمسكها من شعرها وجرها إلى غرفة النوم، ثم ألقاها على السرير وهي تصرخ ولا تعلم ماذا حدث صفعها على وجهها، وسحب حزام بنطاله وانهال عليها بالضرب المبرح، وقال لها:
_انتي يا بنت الكلـب بتستغفليني؟ أنا شفتك وانتي بتبصي للي اسمه سعد ده! أنا كنت حاسس إنك بتحبي واحد تاني ولما انتي بتحبي حد تاني اتجوزتيني ليه؟ وافقتي عليا ليه، ها؟ قولي، وعاملالي فيها الخضرة الشريفة؟ يا روح أمك ده أخوكي خمورجي وبتاع نسوان، انتي فاهمة؟ احمدي ربنا إني رضيت أناسب أخوكي، لولا فلوسه مكنتش عبرتك، يا روح أمك! واه اعتبري نفسك هنا خدامة، فاهمة؟ وإن سمعت منك شكوى أو رحتي قلتي لأخوكي، هخلص عليكي انتي وأخوكي فاهمة؟ أنا صايع يابت، وأنا هتصرف مع اللي اسمه سعد ده، لازم أخلص منه جتكم القرف!
ثم تركها تنزف من كثرة الضرب، وقلبها يدمي ندمًا على أنها تزوجته كان الأفضل لها أن تظل دون زواج، ويبقى حب سعد ساكنًا داخل قلبها ولكن لحماقتها، اعتقدت أنه عندما توافق على العريس، سوف يغار سعد ويتقدم لخطبتها، ولكن اكتشفت أنه لا يحبها ظل حب سعد داخل قلبها، لم يتحرك إنشًا واحدًا، لكن ازدادت ضربات قلبها عندما تلاقت نظراتها مع نظرات سعد في المرآة؛ فقد قالت العيون ما لم يستطع اللسان قوله
.........................................
أما سلطان الهوى فقد ضاع بين الخمر والنساء عاد إلى المنزل يترنح من كثرة السكر سمعت وجد صوت السيارة، فاعتدلت من مكان نومها، فقد نامت في مكانها من كثرة الانتظار ثم نظرت إلى نفسها في المرآة بقلب يرتجف من كثرة التوتر
دخل سلطان وهو يغني ويترنح من كثرة الشرب، فتوترت وجد أكثر من صوته دخل غرفته فرآها أمامه بفستان حمالات يصل إلى ما فوق الركبة وشعر طويل يصل إلى خصرها، بخصلات وغرة رائعة تزيدها جمالاً؛ فهي حقًا فاتنة تسمرت وجد في مكانها عندما رأته بهذه الحالة واغرورقت عينيها بالدموع
أما سلطان الهوى فقد وقع في هواها للمرة التي لا يعرف عددها، وفغر فاه وقال:
_حتى طيفك هنا يا وجد؟ انتي ليه مش بتروحي من بالي؟ انتي قلبتي حياتي وشغلتي عقلي وقلبي للدرجة دي؟ انتي احتلتيني، أنا تعبت منك ومن قلبي اللي بيحبك
سقطت الدموع من مقلتيها شلالاً وقالت:
بس أنا هنا فعلاً يا سلطان، كنت مستنياك، بس إيه اللي انت عملته في نفسك ده؟ حرام عليك يا سلطان، انت كنت بدأت تبعد عن القرف ده، رجعت تاني ليه؟"اقترب منها بخطى مترنحة، وبدأ يلمس وجهها وشعرها ويقول:
_يعني انتي هنا بجد يا وجد؟ يعني انتي هنا في أوضتي وبين إيديا؟ أنا بحبك أوي يا وجد، واقترب منها حتى يقبلها
أبعدته وجد بقوة وقالت:
ابعد يا سلطان، انت سكران، وأنا عمري ما أخليك تقرب مني وانت سكران، فاهم؟اقترب منها أكثر وامسكها بقوة وقال :
_بس انتي مراتي، عارفة يعني إيه مراتي؟ واخد حقي منك زي ما أنا عايز، فاهمة؟ثم حملها سلطان إلى السرير، ووضعها بقوة وبدأ يقترب منها وهي تقاوم بكل قوة، حتى قالت له:
_ابعد عني يا سلطان، انت مش هتاخد مني حاجة بالقوة ولا وانت سكران أنا بكرهك، بكرهك!سمع سلطان منها هذا الكلام، ثم تركها وترك لها الشقة بأكملها، وأخذ السيارة وخرج أما وجد فظلت تبكي بشدة ولا تعلم ماذا تفعل ارتدت ملابسها وذهبت إلى حماتها السيدة حنان، فهي تعلم أنها طيبة القلب وسوف تساعدها
أنت تقرأ
سلطان الهوي
Romanceفتاه يتيمه عاشت مع جدها حتي تقدم لها سلطان الذي يحبها بشده ولكن هي لاتريده وذالك بسبب سمعته السيئه واللقب الذي يُطلق عليه "سلطان الهوى " فهل ستقع هي في حب سلطان؟ وهل سيتغير سلطان لأجلها ام لأجل نفسه ؟