الفصل الرابع

8 2 0
                                    

الفصل الرابع
مرت الأيام بين وجد وسلطان عادية جدًا، لم يحدث فيها شيء. فكل واحد منهما يمكث في غرفة منفصلة، وذلك بناءً على رغبة وجد، ولم يعارضها سلطان. كانت تحضر له الطعام وتجلس معه دون كلام، فقط هو الذي كان يتكلم، وكان ينتظر منها أن تتحدث، أن تتفاعل معه، أن تشعر به وبشوق قلبه. لكنها لم تشعر بقلبه الذي يحترق يومًا بعد يوم.

قرر سلطان أن يبوح ما بداخله  معها وما يجول به في خاطره
كانوا يجلسون علي مائدة الطعام
بدأ سلطان الحوار كعادته فقال : وجد
انتبهت وجد ورفعت راسها إليه وقالت : ايوه ياسلطان
تنهد سلطان وقال :
_ وجد احنا بقالنا اسبوعين متجوزين ودايما أنا اللي بتكلم وانتي ساكته هو ليه ياوجد مش عايزه تقربي مني ليه مش عايزه تعرفيني كويس ليه اخترتي انك تنامي لوحدك ليه ياوجد
هو اه انا قلتلك اني هسيبك براحتك بس فكرتك هتفضلي معايا علي الأقل في نفس الاوضه
لما خيرتك كان علشان اسيبك تفكري، مش علشان تنقلي حاجتك كلها في الأوضه التانيه
أنا ممكن ياوجد أعمل اللي أنا عايزه وانتي عارفه، لكن بقول سيبها براحتها بكره تفهم وتعقل
انا جوزك ياهانم أنا تعبت ياوجد تعبت من العيشه دي
ورفع صوته وصرخ في وجهها انا تعبت ،تعبت بجد
أنا اعترفتلك بحبي علشان تحسي بيا علشان تقربي مني
إن كنت غلطت ياوجد بحاول وأنا فعلا بحاول اني اقرب من ربنا  اكتر ،انا عارف انا عصيت ربنا كتير
المفروض تساعديني ياوجد تاخدي بايدي ،لكن انتي لسه شايفاني مش شبهك
إنتي المفروض ياهانم ياللي قريبه من ربنا ياللي فاهمه في الدين إني جوزك ،اني ليا حقوق ،لكن للاسف ،انا شكلي اتسرعت
ظلت وجد تنظر إليه بأعين دامعه تستمع إليه وكلماته تخترق قلبها ،طال سكوتها ومازالت تنظر إليه
هب واقفاً وقال:
_ انا زهقت زهقت ،انا ماشي ،انا نازل الشغل ،بعد إذنك يا مدام وجد قالها ساخرا
سقطت الدموع من أعين وجد
معقول ياوجد انتي عهدتي نفسك انك تقربي منه عاهدتي نفسك انك تغيريه عهدتي نفسك أنه هيبقي خطوه انك تاخدي ثواب ويبقي عملك الصالح ،راح فين كلامك ياوجد
إنتي ليه اخترتي البعد وماحاولتيش تقربي مع انه اعترف أنه بيحبك وبدأ يتغير وانتي لاحظتي ده ،وكمان قلبي بدأ يحس بأحاسيس جديده وانتي بتكابري وبتقفلي علي قلبك علشان متخرجش دقاته اللي انتي خايفه منها
ردت علي نفسها ،بس ده بيحاول يعمل كدا علشان نفسه مش علشانك
وانتي ايه اللي عرفك ياوجد كنتي دخلتي جوا قلبه وعرفتي نيته ايه ،انتي غلطانه ياوجد
مسحت وجد دموعها وعزمت علي تغيير نفسها وتغييره
قامت الي الغرفه التي تنام فيها وحولت ملابسها جميعاً إلي غرفته ،وقامت بإحضار الطعام وقامت بتغيير ملابسها بملابس تليق بزوجه استعداداً له وقد فردت شعرها الطويل الذي لم يرى  طوله إلي الآن، فقد كانت دائماً تعكصه إلي الخلف فكانت فاتنه بحق نظرت في المرآه راضيه عن نفسها  وانتظرته حتي يعود بقلب مرتجف
أما سلطان فذهب الي الشركه ووجد الموظفين يهنئوه بمناسبة زواجه ثم دخل المكتب ودخل خلفه سعد متعجبا
_سلطان! خير يا صاحبي اقصد مبارك ليك وحشتني ياجدع
_وانت كمان ياسعد
_مالك ياسلطان شكلك مش عجبني في عريس برضو يبقي مكشر كدا وغمز له
_عريس! فعلاً عريس
_مالك بجد ياسلطان
_انا عايز أسهر النهارده ياسعد
_ ليه بس كدا ياصحبي انت مش قلت إنك خلاص مش هترجع للقرف ده تاني، مهما كانت المشكله انت تقدر تحلها
_انا قلت هسهر النهارده هتيجي معايا ولا اروح لوحدي
_لا ياسلطان مش جاي علشان انا كمان بدأت اتغير احنا عصينا ربنا كتير قوي ياصاحبي ،يمكن علشان بعدت عن ربنا ،ربنا عاقبني وحرمها مني وما بقتش من نصيبي
كان سلطان يفهم مايقوله فقال ،ومين دي ياسعد اللي انت
اتحرمت منها
_خلاص ياسلطان مابقاش منه فايده الكلام ،على العموم انت حر  لكن أنا مش هروح الأماكن دي تاني ،بعد إذنك اروح اكمل شغلي
ظل سلطان في صراع هو يعلم أنه مخطئ ومذنب ولكن تغلب عليه شيطانه ونفسه الأماره بالسوء
انتهي من عمله في الشركه وظل في الشركه الي اخر اليوم ثم أخذ سيارته وذهب الي المكان الذي اعتاد السهر فيه
عندما رأته زيزي تقدمت إليه بفرحه وقالت : كنت عارفه انك جاي انا عارفه انك متقدرش تستغني عني
نظر إليها نظره مشمئزه دليل علي النفور ولكن هي تغاضت هذا الأمر واكملت
_ايه ياباشا هو انت جاي لوحدك ولا الهوى اللي رماك ولا تكنش العروسه مش مدلعاك ثم ضحكت ضحكه عاليه
فامسكها سلطان من شعرها وقال بصوت قوي في وجهها ومن بين أسنانه
_عارفه يازينب لو جبتي سيرة مراتي علي لسانك هقطعهولك  انتي متعرفيش سلطان المنشاوي ممكن يعمل فيكي ايه ياروح امك ،يالا غوري من وشي وما شوفش وشك قدامي فاهمه
كانت تعرف زيزي عندما ينطق باسمها فقد اشتعلت نار إن لم تذهب من أمامه في الحال فقد تحرقها وتحرق كل من حولها
انطلقت من وجهه بأقصى مالديها من سرعه ولكن هي توعدت له
بأنها ستنتقم منه
أما سلطان فظل يشرب من الخمر حتي يستطيع أن يبعد وجد عن أفكاره ف وجد تعريه من كل سِتره فتظهر ذنوبه أمامه عاريه
تجعله يخجل من نفسه فهو قد عزم علي التوبه ولكن بدلا منها اغرق نفسه مرة أخري بهوى الدنيا فمازال سلطان يذهب خلف هواه وااااهٍ من هوى سلطان

سلطان الهويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن