الفصل الخامس المراقب

392 16 8
                                    

2014م


مرحباً اسمي "كولين" لدينا في ديننا غير ضروري أن أذكره عادات كثيرة منها الطبيعية ومنها الغريبة جداً. هي عندما يموت أحد لا نعترف بثلاجات الموتى

وأغربها

نحن لسنا مثل الناس الطبيعيين الميت لا تذهب به إلى المستشفى لعمل إجراءات الدفن وهكذا لا بل يبقى في المنزل يوماً كاملاً ولا يبقى معه أحد من أهله سوى شخص

واحد وهو مختص اسمه "المراقب" يراقب الجثة على مدار أربع وعشرين ساعة حسن ستسألون ما السبب؟ بالطبع هناك معتقد في ديننا أنه عندما يموت سيأتي "سارق جثث الموتى" وهو شيطان يقال إنه لا يظهر بوجهه الحقيقي ويقال بأن رأسه دائماً ما يكون ملفوفاً إلى الخلف وأيضاً يتغذى على جسد الميت لذلك هناك أشخاص عدة موظفون بهذه الوظيفة مراقب يراقب ويحرس الجثة حتى يحل الصباح

بعدها يصبح الميت بأمان ويستطيعون دفنه بسلام.... كما أخبرتك سابقاً عن اسمي وعمري ) 30 عاماً، بالنسبة لعمري صغير جداً على هذه الوظيفة لأن المراقبين عادة تكون أعمارهم من 50 عاماً إلى 80 عاماً، يتمتعون بالخبرة والشجاعة والصبر والحنكة لكن أنا كنت محتاجاً وبشدة إلى مبلغ من المال خصوصاً أن أجر مراقبة واحدة فقط عال جداً وكنت محتاجاً هذه المراقبة فقط وقلت لنفسي بالطبع ستكون الأولى والأخيرة وهي بالطبع كذلك وأيضاً استخدمت واسطة صديقي فجده يعمل في هذه المهنة أخبرته أن يجعلني مراقباً ليوم واحد لأنني أحتاج المبلغ وبشدة، لذلك أتى اليوم المنتظر اتصل بي صديقي وأخبرني أن غداً يوجد ميت وجده مريض والمراقب الاحتياطي الآخر

مسافر لذلك صديقي خدع جده وقال إن لديه الشخص المناسب وهو أحب صديق له عمره 60 عاماً ولديه خبرة في

المراقبة ...

قال لي يجب أن أكون هناك في الساعة التاسعة مساء وأعطاني العنوان كما قال لي يجب أن أقول هذه الكذبة أنني أعرف جده وهو من وكلني وأيضاً أخبرني أن الميت رجل في الثمانين من عمره ولديه زوجة فقط وهي في المنزل معه لذلك سيكون الأمر سهلاً للكذب.... أتى يوم المراقبة وكان يوم السبت من الأسبوع، ارتديت ملابس جيدة ونظيفة سوداء اللون وحلقت ذقني وشعري لكي أكون أكثر ترتيباً ولياقة أخذت. معي ما يأخذه معه

المراقب وهو كتاب مدينتنا به بعض الأدعية والصلوات والتراتيل التي لا أعرف ولا أحفظ منها شيئاً لأنني لست

متديناً

توجهت للعنوان الذي أرسله صديقي كان في بلدة أخرى غير مدينتي يبعد عن مدينتي تقريباً ساعة وصلت إلى هناك الساعة الثامنة والخمسين دقيقة.. كانت البلدة أو القرية مثل كل القرى مظلمة كثيبة موحشة لم أستطع تحديد العنوان أو المنزل بشكل دقيق لذا؛ تهت قليلاً حتى وجدت محطة وسألته عن اسم صاحب المنزل فأرشدني إليه وصلت أخيراً إلى المنزل، كان منزلاً قديماً خشبياً يتكون من طابقين صعدت الدرج المتهالك المؤدي إلى باب المنزل طرقت الباب بدقات متوسطة الصوت، لكن لم يجبني أحد لذا؛ طرقت مرة أخرى بشكل أقوى حتى سمعت صوت صرير الباب وهو ينفتح عدت للخلف وتصنعت الابتسامة لأنني كنت متوتراً قليلاً بحكم أن هذه أول مرة لي في مراقبة جثة

/رواية أكتب حتى لا يأكلني الشيطان/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن