الفصل الثالث في أحضان الشيطان

276 13 7
                                    

كل أحد في هذا العالم يظن أن الكتابة سهلة جداً.  جميع الناس يظنون أن الكتابة كشرب الماء، لكن لا يعلمون بأن الكتابة تأخذ من الكاتب أشياء كثيرة، مع كل كلمة يكتبها هناك مقابل تأخذ من أرواحنا شيئاً ومن نفسيتنا شيئاً آخر. من راحتنا من نومنا من تفكيرنا، كل شخصية تتأذى يتأذى الكاتب معها كل شخصية تقتل غيرها يصبح الكاتب قاتلاً معها مع كل كلام قاس يخرج من لسان الشخصية الكاتب بلا قلب مع كل عالم يخترعه فهو ينسى أن هناك عوالم حقيقية حوله لذلك يفقدها بالكامل مع كل شخصية يصبح لديه أمراض نفسية فتنتقل العدوى للكاتب ويصبح مريضاً نفسياً، مع كل شخصية مجنونة فيجب على أن يكون مجنوناً، مع كل شخصية حزينة أو سعيدة على الكاتب أن يمتلك أيضاً مثل مشاعرهم نحن المؤلفين نعيش مليون شعور ونتقمص مليون دور في ساعة واحدة فقط ....

إن الكتابة تذهب وتسلب العقل في بعض الأحيان كالكاتب الذي قتل زوجته حتى يستطيع كتابة مشهد القتل في روايته دون أخطاء كالكاتب الذي كان يكتب عن الموتي ولكن شعر بأن الجلوس في مكتبه لا يحصل به على أي إلهام لذلك قرر أن يحفر له قبراً في وسط المقابر ويجلس فيه ويكتب كالكاتب الذي كان لا يستطيع أن يكتب حتى يضع طعاماً فاسداً وأشياء رائحتها عفنة لأن رائحة العفن تلهمه للكتابة وعن الكاتبة التي دفعت ابنتها من أعلى السلالم حتى تسمع صوت تحطم العظام لكي تستطيع أن تشرحه في روايتها!! وغيرهم وغيرهم هذا يدل أن كل المؤلفين في هذه الحياة هم مجانين وغير أسوياء، لكن

العقول تختلف والجنون يختلف من شخص إلى آخر ولنعد إلى الأهم عندما تقع في أيادي كاتب ومجنون وقاتل وساحر

هذا هو الأسوأ صدقني.

أشعر بدوار غير محتمل رأسي ثقيل أشعر بأنه يحمل فوقه طبقات من الحديد، أحاول أن أفتح عيني لكن لا أستطيع مع كل محاولة أشعر بأنها ستقع من مكانها، أشعر بأن كل الدماء التي في جسدي متجمعة في رأسي هذا لأنني مقلوبة نعم أنا مقلوبة رأسي على الأرض وجسدي. الأعلى، هذا يعني أن أحداً ما يحملني فوق كتفه وكأنني أضحية، أبدأ بفتح عيني اليمني قليلاً لكن الرؤية ضبابية لا أعرف أين أنا وكل ما أعرفه أن هناك أحداً يحملني فوق كتفه ويسير بي لا أعرف إلى أين؟ أسمع صوت باب يفتح على ما يبدو وصلنا إلى غرفة وضعني على السرير كنت أشم رائحة غريبة لكن لا أستطيع تمييز أي شيء الآن. بعدها فقدت الوعي مرة أخرى...

صوت الرعد يضرب في أذني فتحت عيني بثقل اعتدلت في جلستي وأنا أمسح على رأسي وعيني على أمل أن تزول هذه الرؤية الضبابية بدأت أتفحص المكان برؤيتي غير الواضحة ما زلت غير مدركة وغير مستوعبة أنه تم اختطافي أشعر بغثيان ودوار شديدين حاولت النهوض من على السرير لكنني فشلت، قررت أن أركز قليلاً أستجمع شتات أنفاسي وقوتي ورباطة جأشي، استغرق الأمر مني تقريباً خمس دقائق حتى بدأت الرؤية تصبح واضحة أنا في غرفة واسعة جداً يقع في المنتصف السرير الذي أنا

/رواية أكتب حتى لا يأكلني الشيطان/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن