𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟒 : دِماء ساخنة

28 7 0
                                    


𝑩𝒂𝒃𝒚 𝒕𝒉𝒆𝒓𝒆'𝒔 𝒂𝒏𝒐𝒕𝒉𝒆𝒓 𝒔𝒊𝒅𝒆 𝒕𝒉𝒂𝒕 𝒚𝒐𝒖 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒌𝒏𝒐𝒘
----------------

𝑩𝒂𝒃𝒚 𝒕𝒉𝒆𝒓𝒆'𝒔 𝒂𝒏𝒐𝒕𝒉𝒆𝒓 𝒔𝒊𝒅𝒆 𝒕𝒉𝒂𝒕 𝒚𝒐𝒖 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒌𝒏𝒐𝒘 ----------------

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شوارع المدينة تبدو وكأنها قد أفرغت من كل نفس حي. لم يكن هناك سوى صوت خطوات ميرابيلا التي تردد صداها في الأرجاء، ولكن تلك الخطوات لم تكن وحدها. فجأة، سمعت خلفها صوتًا آخر، أصداء خافتة لخطى شخص غريب. استدارت ببطء، لترى رجلاً يقترب منها بخطى ثابتة، عينيه متربصتان بحقيبتها.

تجمدت في مكانها، قلبها ينبض بسرعة غير معهودة، لكنه في اللحظة التي همَّ فيها الرجل بمد يده نحو حقيبتها، انطلقت يد سريعة وأمسكت بعنقه بقوة. لم تستطع ميرابيلا أن تلتقط أنفاسها من الدهشة، فمن أمسك الرجل لم يكن سوى جاسبر. كل شيء حدث بسرعة خاطفة.

سحب جاسبر الرجل نحوه بقوة تفوق التوقعات حتى بدا وكأن الرجل، رغم ضخامته، فقد توازنه بالكامل أمامه.
حدقت ميرابيلا في المشهد بصدمة، اتساع عينيها يعكس استيعابها المتأخر لما يحدث. كان جاسبر يقف أمام الرجل، يديه مثبتة على عنقه، وفي لحظة خاطفة، مال برأسه للجانب ليضع وجهه بمحاذاة وجه المعتدي.

نظراته، تلك النظرات الباردة الغامضة، اخترقت الرجل وكأنها تستكشف روحه من الداخل.

ارتجف الرجل، ولم يكن ذلك بسبب قبضة جاسبر فقط، بل بسبب ما رآه في عينيه. كانت نظراته كأنها مرآة تعكس أسوأ كوابيسه وبلا تردد دفعه جاسبر إلى الحائط كما لو كان يدفع وسادة، خفة الحركة التي أظهرها جعلت الأمر يبدو وكأن الرجل بلا وزن.

بدأ جاسبر يسدد لكماته، كل ضربة كانت تحمل معها قوة غريبة تنزل على وجه الرجل كما لو كانت تكسر الزمن نفسه. كانت اللكمات بلا توقف بلا رحمة. وكلما سدد لكمة جديدة تراجعت میرابيلا خطوة للخلف عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجهها مشدود من المشهد الذي يتكشف أمامها.

كان وجه الرجل يتحول إلى لوحة من الكدمات والدماء، مشوه ودامي، لكن جاسبر لم يتوقف. بدا وكأنه غرق في ظلامه الخاص، ذلك الجانب الذي كان يخفيه عن الجميع. قبضته التي بدأت تنزف من شدة الضربات، لم تتراجع. لم يكن يشعر بشيء، لا ألم، لا تردد. كان هناك شيء في عمق عينيه، كأن كل هذا الغضب المكبوت كان يفيض لأول مرة منذ سنوات كليًا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لوحة فنية من الدماء | 𝐁𝐥𝐨𝐨𝐝 𝐁𝐨𝐚𝐫𝐝  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن