9

222 45 70
                                    

-في يوم زواج جابر و منيرة-
تأجلت الملكة كثير بسبب الظروف والأحداث الأخيرة وقرروا تكون هي ملكة و زواج في نفس اليوم والصادم بالموضوع أنه كان قرار جابر بنفسه والبنت ترددت في البداية لكنها وافقت، بوحمد أخذ على عاتقه التكلفة و حجز أفخم قاعة حق حفيده والتجهيزات من أجمل ما يكون، فرحة أم جابر في بكرها كبيره، أول ضنا و أول فرحة ياما حلمت في هاليوم، شعور ام المعرس غير وفي نفس الوقت تدعي انها تعيش شعور ام العروسة مع هنوف اللي ماتدري عن سبب رفضها لكل شخص يتقدم وهي قربت تصك الثلاثين بعد كم شهر..
وبين زحمة المعازيم والحضور، وفخامة الاجواء وصوت المُطربة اللي يصدح في كل أركان القاعة والرقص والضحك والسوالف الطيبة اللي جمعت قلوب المحبين الوافين، كانت حصه تلتزم في صمتها كعادتها، تناظر فرحة أم جابر و خواته فيه وتخطف ابتسامة صفراء ترسميها على مُحياها، تنقل نظرها بين الضيوف وتشعر بثقل نظراتهم لها كَـ مُطلقة في هالمجتمع وبينها وبين زوجها المحاكم و أخذ وصاية ولده منها كلها دلالات تُشير لها بأصابع الاتهام لها، أنثى ماقدرت تحافظ على بيتها وزوجها وتطلقت خلال سنة ومن ٦ سنوات ما تزوجت ولا حد طق بابها أكيد فيها و فيها.. لكن حصه ما تهتم، اللي شافته من طليقها خلال سنة شوفها الويل ولا عاد تبي تكرر تجربة الزواج الفاشلة.. هذا سبب رفضها المستمر لـ جابر كلما حاول يلمح او يفتح الموضوع معاها، جابر حُبها الأول والأخير والوحيد، عشقته في طفولتها وصباها وعلاقتهم كانت حُب نقي و سري بينهم بدون محد يدري، و جابر ملا دنياها بالوعود الواهية و صدقته وعطته الثقة والأمان.. ثم ما تدري متى وكيف الأمور ساءت بينهم للحد اللي خلاها توافق على طليقها محمد عشان تغيض جابر اللي وقتها صادته يكلم بنت ثانية، جابر اعتذر منها مرات كثيرة كانت مجرد "نزوة" لكن كبرياء حصه أكبر من حُبها له، دعست على قلبها وتزوجت محمد بدون تفكير تظن أنها راح تهرب من جابر لكن قلبها مو بيدها، ماقدرت تعيش مع محمد حياة زوجية سعيدة من قلبها المشغول في جابر ما تركت لـ محمد مجال تعطف عليه وتكررت خياناته لها من أول شهور الزواج بعد حملها، حاولت تصبر عشان ما ترجع وتعيش بالقرب من جابر مرة ثانية لكنها ماقدرت تتحمل هالاهانات والخيانة من شخص ما تحبه ولا تشعر بشيء تجاهه.. تَم الطلاق و جابر ما ترك يوم بدون ما يحاول يوصل لها، كانت ترفضه وتصده وتجرحه كثير؛ تمنعه يتقدم لها لأنها بترفض ولو رفضت علاقة الاخوان بتتأثر! كانت واضحة في رفضها له لكنه ما كَف عن المحاولات سنين طويلة، يطلب مغفرتها وهي ترفض كل سُبل السماح وكبرياءها طَغى على كل شعور حُب او ضعف تجاه جابر.. جابر اللي حَب ولدها من حُبه لها، كان يشوف فيه عيون حصه و ضحكتها..
هزت حصه رأسها بخفة تطرد كل الذكريات اللي داهمتها وتحاول تركز في حديث أمها مع أختها هند، وجود عمتها نعيمة على استحياء في العرس بس عشان تكتمل صورة العائلة السعيدة مثل ما طلب بو حمد من عياله، لكنها جالسة لوحدها في عالم ثاني تسرح بخيالها ولا هي قادرة تحط عينها بعيون ام الهيثم.. مَدت نظرها تشوف نوف و هنوف يرحبون بالضيوف كَـ خوات المعرس بكامل أناقتهم وحلاوتهم وكأنهم فراشات طايرة يحطون على كل زهرة في الحفل والفرحة تكسو ملامحهم...
ابتسمت بِصدق، بغض النظر عن شعورها الدفين تجاه جابر لكنها تحب تشوف فرحة أهلها خصوصاً بعد الاحداث المأساوية الأخيرة، فرحة الزواج اللي ما عاشوها من يوم زواج الهيثم و مُنى.. وفي بداخلها أُمنية تتمنى تتحقق وتشوف الهيثم في بشته الأبيض من جديد، وعلى وجهه اكبر ابتسامة وفرحة..
"حصه حبيبتي قومي ارقصي.."
صوت أمها اللي انتشلها من عُمق افكارها وخيالاتها، ألتفت على امها تشوف ابتسامتها: مالي خلق يمه خليني..
مسكت ام الهيثم كفوفها: من بداية العرس وانتي على حالج، قومي استانسي مع البنات..
ضحكت حصه بخفة: تكفين ترا ماحب جو الاعراس تعرفيني
وبدأت المطربة تغني أول سطور "فزي له يا أرض لا جاك بشويش يتمايل..." في هالاثناء اللي دخلت فيها وجدان للقاعة، بفستانها الأحمر البرغندي الماسك على جسمها يرسمه رَسم ويعكس على بشرتها البيضاء النقية، وشعرها الأسود الداكن المرفوع بنعومة يزيد من طول عنقها، وجيدها المُزين في عقد لؤلؤ ناعم، كانت تمشي بكل ثقة ولفتت كل الأنظار عليها تحت ذهول الجميع، كان توقيت دخولها مع الأغنية من اكثر الاشياء فتنة في هذه الليلة و كان الجميع مذهول بمدى سحرها ويتساؤلون عن هويتها، البعض منهم من الأقارب يعرفون أنها اللي كانوا يظنونها سارة لكن الغالبية ما يعرفون هالشيء..
ام الهيثم كانت تناظرها بذهول وشيء بداخلها تحرك و فَز قلبها، هي اللي كانت تشوف هالانسانة بنتها قبل فترة بسيطة اليوم تدخل عليهم كَـ غريبة تحت انظار الجميع..
اما وجدان اللي حَطت عينها بعيون الجميع وابتسمت ابتسامة ساحرة تظهر أنيابها بِخفة ولمعت عيونها بِخفة، صافحت أم جابر اللي كانت مترددة في مصافحتها لثواني، لكن وجدان مَدت يدها وصافحتها بنوع من الإجبار: مبروك زواج جابر، عقبال فرحتج في تميم و هنوف و نوف يارب...
تخطت أم جابر و مَرت صوب هنوف اللي كانت تتفحصها بذهول وصدمة، جميعهم مصدومين من جرأة وجدان من بعد موقفها في المجلس لما طلبت تتزوج الهيثم بدال تميم..
همست هنوف بينها وبين نفسها: هذي ما تستحي فعلاً!!
يشوفونها عديمة حياء وخجل، وبعد كل شيء صار تدخل الزواج بكل ثقة وغرور وبدون دعوة، كيف قدرت تدخل اصلاً؟ تساؤلات كثير ما حصلوا لها جواب يتأملها تطرق خطواتها على الأرض وتلفت جميع الأنظار مع صوت الاغنية اللي يوصف قوة حضورها وهيبتها، انسانة مستحيل تكون مخلوقة من طين..
تقدمت وجدان عند ام الهيثم وبناتها اللي وقفوا يناظرونها بدهشة تامة وهي تبتسم لهم بشكل طبيعي: مساء الخير، اعذروني تأخرت..
مدت يدها تصافح ام الهيثم وحضنتها بخفة تحت انظار الحضور و زاد استغرابهم منها، أردفت بثقة: شخبارج خالتي؟
ام الهيثم عقدت حاجبها: شتسوين هنا؟
ابتسمت وعيونها على الناس: شدعوة عليكم ما تعزموني، بس قلت احنا اهل بالنهاية مو بيننا العزايم وهذاني أقوم بالواجب..
تقدمت هند تسحب كفوف أمها من قبضة وجدان: انتي وجهج مغسول بمرق حبيبتي؟ لا حياء ولا مستحى؟
وجدان اللي كانت تبتسم عشان ما تحسس الناس بشيء، قربت تهمس لـ هند: انتي خلج بحالج، لا احطج برأسي هندوه!
ثم ناظرت حصه: شخبارج؟ و شخبار فارس؟
ردت حصه بهدوء: وجدان شعندج؟ احنا بالغصب شرحنا الوضع للناس وقلنا مغلطين بالتحليل و انهينا الموضوع، ترجعين تفتحين عيونهم علينا ليش؟
تنهدت وجدان وجلست على طاولتهم: لأني أبي منكم شيء ما عطيتوني اياه، وما راح اطلع من حياتكم لين اخذه..
جلسوا على الطاولة يتظاهرون بالهدوء في ظِل الاجواء المتوترة ماعندهم نية يخربون فرحة أم جابر وينغصون عليها..
اما وجدان كانت تجلس بشكل مستقيم وتوزع نظراتها بين الناس اللي كانت أغلب نظراتهم إعجاب وذهول في حسنها المُثير، هند اللي انزعجت من وجود وجدان سحبت نفسهغ بهدوء و راحت توقف مع نوف و هنوف بعيد عنهم..
وجدان اللي متأكدة ان وجودها غير مرغوب فيه لكنا فرضت نفسها عليهم، وما يهمها بكل صراحة شعورهم تجاهها..
رفعت عيونها لما تقدمت امرأة في الخمسينات من عمرها على قَدر من الأناقة والأصالة وواضح عليها العَز والخير..
وقفت ام الهيثم ترحب فيها و تهلي، عينها كانت على وجدان اللي ما كلفت على نفسها تقوم تسلم عليها واكتفت في انها تمد يدها وتصافحها ببرود وهي جالسة بمكانها..
تساءلت المرأة: انتي من بنته يا جميلة؟
انقبض قلب وجدان من الطاري، لكنها ابتسمت تخفي ريبتها من السؤال و ردت بكل ثقة: بنت محسن بن عبدالله
كان هذا الجواب الوحيد اللي تعرفه اسم ابوها و جدها فقط، تجهل بقية التفاصيل و تدعي ربها ما تضيّق عليها بالأسئلة اكثر لأن الديرة ثلاثة أرباعها اسماءهم محسن بن عبدالله...
ام الهيثم اللي سكتت لوهلة لما سمعت الاسم اللي تعرفه عدل وتوسعت عيونها بذهول معقولة وجدان بنت محسن وحفيدة عبدالله؟ هذا يفسر كثير تفاصيل كانت تتساءل عنها، هذا جواب كافي على سؤال ليه بو حمد أختارها و مُصر عليها..
رجعت الفضولية تتساءل: محسن بن عبدالله من مِنه؟ نعرفهم يا ام الهيثم؟ بصراحة البنت عجبتني ابي رقم أمها اخطبها..
سكتت ام الهيثم ماعندها جواب، لكن وجدان اللي كانت تسمع حديثهم ابتسمت وناظرتها بكل ثقة ورفعت كفها اليمين تظهر دبلتها اللي تبرق: اعتذر منج، لكنني مخطوبة
عقدت حاجبها: مخطوبة؟
كررت وجدان جوابها ببرود: خطيبة الهيثم بن حمد آل فارس..
ام الهيثم اللي ألتفت على وجدان بصدمة تشوفها لابسة دبلة ومجهزة نفسها لهالكذبة، و قَد يكون هذا سبب حضورها الليلة آنها تضغط عليهم وتنشر خبر خطوبتها الوهمية من الهيثم، وبالفعل هذا اللي صار انتشر الخبر بين المعازيم والحضور اللي بدأوا يتساؤلون كيف و متى وشلون وليه ماعندهم خَبر او علم؟ ام الهيثم كانت مذهولة من قدرة وجدان على الكذب وخِداع الناس بإحترافية كبيرة وابتسامة صافية نقية، فَعلاً محتالة...
هنوف اللي وصلها طَرف علم ماقدرت تتحمل بجاحة وجدان، والأدهى اللي لَوّع قلبها هو مجاراة أم الهيثم لـ كذبتها! ما تدري ان أم الهيثم لما سمعت في "محسن و عبدالله" فَهمت اللعبة اللي ناوي بو حمد يلعبها، ما عندها نيّة تعارض رغبته...
هنوف اللي كانت تحاول تمسك دموعها في دورة المياه وقفلت على نفسها الباب تهدي أنفاسها المضطربة وهي تشوف الهيثم يضيع من يدها للمرة الثانية، يصير نصيب غيرها وهي واقفة...
هند اللي ما تحملت كل هذي الفوضى طلعت تتصل في أخوها، ما لها الا الهيثم يتدخل و يحل الجنون اللي تسويه وجدان تحت رضوخ و خضوع أمها بشكل غامض و مُريب..
رَد الهيثم باستغراب من اتصالها: عسى ما شر هند؟
أردفت هند بغضب: انت سلطت علينا هالمجنونة يا هيثم! تدري انها حاضرة العرس الحين وتتصرف وكأنها ما سوت شي
وقف على حيله بحاجب معقود: وجدان حضرت؟
رَدت عليه هند بغضب: ومنو غيرها مجنونة دخلت حياتنا، تدري شنو سوت؟ قاعدة تمشي وتقول للكل انها خطيبتك والموضوع انتشر خلال ثواني، مبروك عليك هالزوجة المُختلة!
تجمدت ملامحه بصدمة من تصرفاتها، هالبنت مستحيل تكون طبيعية او فيها ذرة عقل يرجح لها الصواب، كيف تتجرأ على مثل هالخطوة ومن وين لها الثقة والشجاعة؟ ما تحمل بقلبها ذرة خوف او تردد؟
قفل الخط في وجه هند لما قرب منه طلال يتساءل: ليه وجهك قلب ألوان؟ صاير شي؟
هز الهيثم رأسه بالنفي و مشى يبتعد عنه...
'
هنوف اللي اخترب مكياجها من شدة بكاها اضطرت تصعد للغرفة وتعدله من جديد بدون ما يشوفها أي حد، اما وجدان اللي تقريباً سرقت الاضواء من الجميع حتى بوجود منيرة عروسة جابر كان الكل يتهامس بخصوص وجدان، همساتهم فيها اعجاب و منها فضول قاتل عن هويتها وأصلها و فصلها...
قررت وجدان الانسحاب بالتوقيت المُناسب، قبل زَفة جابر بدقايق وهي متأكدة ان الهيثم بيكون معاهم..
مَدت يدها تصافح ام الهيثم: شكراً على العزيمة خالتي، دامت أفراحكم بحضوري يارب
ناظرتها ام الهيثم بطرف عين: تدخلين نفسج بأمور اكبر منج يا وجدان، انتبهي لعمرج و ترا الهيثم مو سهل مثل ما تظنينه
ضحكت وجدان بخفة: أعرف، عشان جذي اخترته هو تحديداً
سحبت يدها بنعومة من قبضة ام الهيثم وطلعت بخطواتها من القاعة، تلبس عبايتها وتعدل حجابها، ابتسمت بخفة لنفسها في المرايا: أبوس الجمال، شكل أمي صاروخ!!
طلعت من المدخل المَخفي، وكأنها متأكدة ان الهيثم بيكون وصله عَلم في خروجها و راح يلاقيها هناك مو من المدخل الرئيسي، وبالفعل كان هناك واقف بكامل أناقته صاد عنها، تشوف طوله الفارع و منكبيه العريضين في ثوبه الأبيض وغترته البيضاء، من مقفاه واضح عليه الغضب ونفاذ الصبر وهذا اللي تبيه، كانت مستعدة تواجهه وتستفزه اكثر لكن كل هذي الرغبات المُزعجة بداخلها تبخرت لما استدار لجهتها بحاجب معقود وألتقت عيونها بعيونه الغاضبة كَعادته، و كَعادتها أرتبك قلبها من نظرته ووقفت بمكانها مو قادرة تتقدم خطوة زيادة وتحاول تحافظ على ابتسامتها الباردة في حَضرته: خطيبي العزيز، شعندك تنتظرني هنا؟ من وصل لك العلم؟ هند؟
ما تقدم هو بعد ترك بينهم مسافة أمان يحتفظ فيها و ناظر عيونها اللي تناظره بنوع من الهدوء و الرَيبة، أردف بغضب كامل من جرأتها في تصرفاتها: بعرف من وين تجيبين هالجرأة كلها؟ خطيبتي؟ من متى؟ وانا اخر من يعلم؟
مَد يده يرفع أناملها ويتأمل الدبلة بضحكة خفيفة: ومهتمة بالتفاصيل بعد ماشاءالله عليج، جريئة!
نزل يدها بحدة ورفع عيونه يشوفها: او نقدر نقول وقحة؟ عجزت أحدد صراحة في كل مرة اقول هذا اقصى حد ممكن توصلين له، تصدميني بمستوى ثاني من قلة الحياء!
وجدان اللي انزعجت من كلامه لكنها مضطرة تحافظ على برودها قدامه، مستحيل تنكسر: وقاحة و قلة حياء؟ دبر نفسك وتصرف، لازم تتعود على اسلوبي بما اني زوجتك المستقبلية..
قلّب عيونه بسخرية يطغى عليه الغضب: تدرين اني ما اخذج على ذمتي...
قاطعته: وتدري انك بتاخذني طَرق؟ حتى أنت بنفسك تعرف لكنك تكابر، فكرة زواجنا محتومة كلما تقبلتها أسرع كلما كان احسن لك صدقني ولا تضيع وقتك تعاندني، العناد يولد العناد
ابتسم لها الهيثم: ما تجاريني بالعناد هذي أكيدة!
تتأمل ابتسامته وتتسارع نبضات قلبها بشكل يربكها، نزلت عيونها تتحاشاه وتضغط على قبضة يدها بقوة تداري شعورها اللي بدأ يفيض بدون حول ولا قوة: بنشوف، لو اجاريك او لا!
حبت تنهي النقاش عند هالنقطة تخاف تقعد معاه أكثر ويبّان عليها ارتباكها، تقدمت تتخطاه و أقدامها تسوقها تبتعد عنه ومع كل خطوة تتسارع نبضات قلبها اكثر و ريحة عطره اللي بدأت تلعب بإعدادات مخها، ألتفت عليها الهيثم بِوجه خالي من المشاعر والتعابير يشوفها بإستغراب كيف قلب حالها بثواني، ثم استدار يطلع من الفندق من الجهة الثانية..
وجدان تنهدت براحة لما وصلت سيارتها ويدها على قلبها المجنون تحاول تهديه: بسم الله عليك شفيك، أهدأ...
كانت تسمي على نفسها وتحاول ترتب أنفاسها المضطربة بس من لقى عيونه، تتجاهل وتنكر كل شيء يمر في بالها وتطرد كل شعور يحاول يسيطر عليها في حضوره: هو مجرد وسيلة...
كانت تكرر هذي الكلمات على طول دربها لين وصلت لـ بيتها، وكانت تنتظرها المفاجئة من جديد "ثامر" اللي ما ترك وهو يحاول يتواصل معاها من جديد بعد أخر لقى بينهم.. نزلت من السيارة وصفقت الباب بغضب: خير ثامر شعندك؟
تقدم بخطواته لها: ما طخ اللي براسج يا وجدان؟
ما ردت عليه، تكتفت تناظره بطرف عينها وتبتسم بسخرية تشوفه يقرب اكثر لكنه يتوقف عند حد مُعين: خليني اشرح
قاطعته: تشرح شنو؟ ثامر أظن كلامي واضح قلت لك مابي اشوفك ولا نتواصل مع بعض أبداً خلاص الصداقة والأخوة والثقة اللي بيننا انكسرت ومستحيل ترجع!
حاول يمسك كفها لكنها ابتعدت عنه: مب صاحي انت؟
تنهد ثامر بنفاذ صبر: انا كل اللي سويته عشان ما نوصل لهالنقطة، عشان ما يجي يوم وتصدين عني...
قاطعته بحدة: لكن وصلنا لهاليوم بسبب كذبك واستغفالك لي، والله يرحم والديك روح عيش حياتك مع أهلك واتركني بحالي!
رفعت سبابتها تهدده: ولو تشوفك عيني مرة ثانية وربي ارفع على شكوى، وانا مابي نوصل لهالمرحلة يا ثامر..
ثامر في كل مرة يحاول يشرح شعوره ينلجم، تتبعثر حروفه وتتلاشى ويوقف عاجز وضعيف و متردد امام جرأة وجدان وجبروتها وطغيانها، ماكان يظن في يوم يشوف هالسطاوة هذي كلها اللي كانت تعجبه بتتحول ضِده في يوم من الأيام..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 12 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غريب الدار مُناي التسليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن