في صباح هادئ، بعد عودة كاسيوس وسيينا من شهر العسل، اجتمعت العائلة حول طاولة الفطور الفاخرة في القصر العائلي. الطاولة كانت مزينة بأجمل الأطباق، والأصوات الخافتة للعائلة تتبادل الحديث بهدوء، حتى قطعت الصمت زوجة عم كاسيوس، السيدة فيرونيكا.
"روزالين، رتبت لكِ موعدًا آخر مساء اليوم. الشاب من عائلة محترمة، وأعتقد أنكِ ستعجبين به هذه المرة."
رفعت فتاة ذات جمال هادئ، تُشبه عيناها الخضراوان الزمردتين المتألقتين، تنظران بحدة وذكاء. رموشها الطويلة تضفي على نظرتها عمقًا وسحرًا، وحاجباها المرسومان بدقة يبرزان قوة شخصيتها. شعرها الأحمر الناري يتدفق مثل اللهب وصولًا إلى أسفل ظهرها بأمواج ناعمة. بشرتها الشاحبة، مثل رخام ناعم، تضفي عليها لمسة أنثوية ناعمة.
روزالين تمتلك جمالًا كلاسيكيًا، لكنه يُخفي وراءه قوة داخلية.
رفعت روزالين عينيها، وبدأ الغضب يتسلل إلى ملامحها. "موعد آخر؟ ألم أخبركِ أنني لا أريد هذه المواعيد المدبرة؟ لماذا لا يمكنكِ تركي أعيش حياتي كما أريد؟"
ردت فيرونيكا بصوت بارد وحازم: "أنتِ في سن الزواج، ولا يمكننا أن نترككِ تتجاهلين فرصتكِ."
تصاعد النقاش بين روزالين ووالدتها، وبدأ التوتر يسيطر على الأجواء. كانت روزالين تشعر بالغضب المتزايد، لكنها أدركت أن مواجهة والدتها في هذا الموضوع لن تجدي نفعًا.
في لحظة من التردد، حاولت روزالين طلب المساعدة من صديقتها المقربة سيينا، التي توطدت علاقتها بها منذ بداية تعارف العائلتين. كانت روزالين، بجمالها الآسر وتلقيها الاعترافات اليومية من الشبان، تثير غيرة الفتيات اللواتي قابلوها بالنبذ، الأمر ذاته الذي واجهته سيينا. ومع ذلك، استطاعت سيينا تكوين صداقات بفضل شخصيتها، رغم أن تلك الصداقات كانت في الحقيقة جزءًا من مخططاتها الشخصية.
ورغم أن صداقتهما لم تكن طويلة الأمد، إلا أنها كانت قوية، إذ جمعت بينهما سخافات وتفاهات وحتى لحظات من التنمر المشترك. سيينا لاحظت نظرات الاستغاثة من روزالين، ولكن على عكس المتوقع، تجاهلت تلك النظرات بل ودعمت قرار العمة فيرونيكا. كان هذا بمثابة انتقام غير معلن من سيينا بسبب الحديث الذي أثير عن إنجاب الأطفال خلال عشاء الليلة الماضية.
بعد بضع لحظات من الجدال الحاد، تنهدت روزالين باستسلام، وقررت الانصياع لرغبة والدتها. "حسنًا، سأذهب. ولكن لا تتوقعي مني أن أكون سعيدة بهذا."
وقفت روزالين وغادرت الغرفة بحركة حادة، تاركة خلفها جواً من التوتر. حاول الجميع العودة إلى تناول الفطور، لكن كانت هناك سحابة ثقيلة فوق الجو.
بعد أن هدأت الأجواء قليلاً، التفت الجد، إدوارد روسو، نحو سيينا بابتسامة ودودة وسأل: "كيف حالكِ يا سيينا؟"
أنت تقرأ
DANCE WITH DANGER | رقصة مع خطر
Romance"ألا تخافين؟" سألها بصوت يملؤه التحدي. نظرت إليه بثبات، محاولة إخفاء ارتجافة قلبها: "الخوف؟ لا، لقد تعلمت أن أعيش وسط الأخطار، كاسيوس." ابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يقف قائلاً: "إذن دعينا نرى إن كنتِ قادرة حقاً على الرقص معي... على حافة الخطر."