أَنَـامِـلٌ خَـفِـيّـةَ || 𝐑𝐊

10 | ـ كَابـوسٌ وَتَبُـخُـر

~ اضغَط عَلى النَجمَةَ أدناهُ ~

•

•

•

•

حدّقت حولها بَعدَما فَتَحَت أعيُنّها أثَرَ سماعَ صوتٌ هامِس،
أوَلَ ما استَقبَلَتهُ عيناهاَ كانَ ضوءُ الشَمسِ القَويّ، كانَ جَسَدها مُعانَق مِن الأعشابَ الخَضراءْ التِي يَتوَسَطَهُ.

رَفَعَت جِذعَها العُلوي وَيَدُّها فوقَ أَعيُنِها تَحمِيها مِن أشِعةَ الشَمسِ الساطِعَةَ التِي تُؤلِم عَينها وَتجعَلُ قَطراتًا مِن الماءُ المَالِحةَ تَتَجمعْ في الأسفَل، كَانَت وِسطَ مَكانٍ مُخضَر بِه العَديد مِنَ الأشجارِ وَالأعَشابْ.

لَمَحَت أعيُنّها وَجهٌ دونَ مَلامِحَ ينظُرُ لَها مِن خَلف الشَجرةَ الضَخمَةَ وابتعدَ للِخلفِ حالمَا رآى أنّها لاحَظَتهُ، الفُضولُ دَفَعَها للذهابِ خلفَهُ وَمُلاحَقَتَهُ لِتَقف على قَدّمَيها مُرتديةَ مَلابسَ المُستَشفى البَيضاء الناصعةَ، وَحَركَت أقدامَها العارِية التي تَشعُر بالتُرابِ المَبلول والأَعشابُ الناعِمةَ على سطِحِه اتجاهَ الشَجرةَ، توقفت عندما وصلت إليها وَلَمْ تَجِدُه لِتَقِف مَكانها وَتدورُ بأعيُنها حولَ المَكانِ أمامِها، همساتٌ خشنةَ جَعَلَت رعشةً تَسري في عامودِها الفَقَري.

حينَما أدارَت جَسدها وجدَتهُ خلفَ شَجرَةٍ أُخرى وَاختبئ أيضًا  عِندما لاحَظَتهُ، الفُضول مَازالَ يدفَعها للِحاقِ به لِذا كوَرَت يدّاها في قَبضةَ وخَطَت نَحوَ الشَجرةَ المُختَبِئ خَلفَها،
مرةً أُخرى لَمْ تَجِده خلفَ الشَجرةَ، يدٌّّ بارِدةَ وُضِعَت عَلى مُؤخرَةِ عُنقها جَاعِلةَ إياها تَستَدير،
كانَ هُو..شَعَرتَ بِهِ يَثقُبها بِنظراتِه رُغمَ كَونِه لا يَملُك أَعينَ، وَشَعَرت بإبتسامةً تَظهرَ على وَجهِه رُغمَ كَونه لا يَملُكُ فَمّ أو أسنانْ.

شُعورٌ غَريب دَاخِلها إِختَلَجَ، وَعقلُها مُشَوَشْ غَير قادِرْ على التَفكيرَ بِشكلٍ سَليمْ، ناظَرَتهُ وَتَعابيرُ التَعَجُب تَظهرُ للمَرء،
أخذَ يُمَرر يدّهُ البارِدةَ رُغمَ حرارةُ الجَوّ على مُستَوى خَدّها.

كَانَ طَويلٌ لِذا كَان يَنحَني بِجذعَهُ العُلوي كَيّ يَصّل لِمُستَواها
لَمْ تُصدّر رَدةَ فِعلٌ أبدًا مِنها كَانت تُحملِق بِهِ فَقَط كَأنّهُ يَتَحَكَم بِها بِقوىً يَملُكها.

أصبَحَت أصابِعَهُ أقرَب إلى عَينَيها إلى أن غَطتَها بِالكَامَل،
لَمْ تُحرِك إِنشٌ واحَد مِن جَسَدِّها بَلّ انتَظَرت حَتى يُزيل يَدَاهُ هُوَ بِنَفسِه.