أعماق الغابه&مواجهةالمجهول

7 4 2
                                    

الفصل الثاني
« أعماق الغابة!!»

مع حلول الليل، توجه سليم إلى الغابة. كان الليل شديد الظلام، والأشجار تحيط به من كل جانب كأنها جدران خضراء شاهقة. الأرض كانت موحلة، والرياح تحمل معها همسات غامضة. كل خطوة كانت تأخذه أعمق في المجهول.

بينما كان يتوغل في الغابة، بدأ يشعر بشيء غريب. كأن هناك عيون تراقبه من بين الأشجار. الصوت الوحيد الذي كان يسمعه هو خطواته وصدى تلك الصرخات البعيدة التي لا يستطيع تحديد مصدرها. بدأ يلاحظ أن الظلال من حوله كانت تتحرك. كان يحاول إقناع نفسه بأن ذلك مجرد أوهام، لكن الشعور بالتهديد كان يتزايد.

بعد ساعات من السير، وصل أخيرًا إلى موقع المعبد القديم. كان المعبد مغطى بالطحالب، والنباتات قد ابتلعت معظم معالمه. بدا وكأنه لم يزره أحد منذ مئات السنين. وفي قلب المعبد، كان هناك شيء غريب ينتظره: تمثال حجري لشخصية مجهولة الملامح، عيونها مغطاة بقماش قديم، ويدها مرفوعة كما لو كانت تحذر من شيء.

بينما كان سليم يقترب من التمثال، سمع صوتًا خلفه. التفت بسرعة، لكن لم يرَ أحدًا. إلا أن الظلال بدأت تتحرك بشكل أوضح، وكأنها بدأت تأخذ شكلاً إنسانيًا. همسٌ خافت كان يتردد في الهواء: "لقد جئت أخيرًا."

كانت الأصوات تتكاثر من حوله، والأرض بدأت تهتز تحت قدميه. كيان ضخم من الظلال ظهر أمامه، كأن السائر في الظل قد خرج أخيرًا من مخبئه. لم يعد هناك طريق للهرب

«مواجهة المجهول!!»

وقف سليم أمام الكيان الهائل المكون من الظلال، قلبه ينبض بقوة. الكائن أمامه لم يكن له وجه ولا ملامح واضحة، مجرد ظل طويل وداكن ينبض بطاقة مخيفة. تراجع سليم خطوة إلى الوراء، ولكن في كل مرة كان يشعر بأن الأرض تحت قدميه تلتهمه أكثر. كان الهواء مليئًا بالصوت الغريب الذي يشبه الهمس المتداخل.

مد الكيان الظلي ذراعه نحو سليم. برغم أن الكيان لا يمتلك ملامح، شعر سليم بأن عينين غامضتين تخترقان روحه. لم يكن قادرًا على الحركة، وكأن شيئًا غير مرئي يجمده في مكانه.

لكن فجأة، تذكر الكتاب. هرع لفتح الحقيبة وأخرج يوميات والده، متلهفًا لقراءة أي شيء قد يساعده في هذه اللحظة الحرجة. وبينما كان يقلب الصفحات بجنون، عثر على فقرة مشفرة كتبها والده بخط متعرج: "السائر في الظل لا يبحث عنك... بل عن الإجابة. إنه لا يرحم، لكنه يتوقف فقط عند حل اللغز."

كان اللغز... لكن أي لغز؟ وقف سليم في منتصف المعبد، محاطًا بالظلام، وعقله يعصف بمحاولة العثور على الحل. هل كان للغابة علاقة باللغز؟ أم التمثال الذي يقف خلفه؟ أدرك في تلك اللحظة أن الإجابة قد تكون مخفية في تلك الرموز القديمة المنحوتة على الجدران.

بدأ يقلب النظر سريعًا، يحاول فك تلك الرموز. أدرك أن ما يراه هو تحذير قديم، كان ينبه إلى أن السائر في الظل لا يطارد الأحياء، بل يبحث عن الحقيقة القديمة التي تم دفنها مع أولئك الذين حاولوا استغلال قوته.

فهم سليم أخيرًا أن الحل ليس في الهرب، بل في مواجهة الحقيقة: السائر في الظل كان لعنة أطلقت منذ مئات السنين بسبب خطيئة قديمة لعائلته. الخلاص الوحيد كان أن يعترف بهذه الخطيئة ويواجهها.

وقف أمام الكيان، وبدأ يتحدث بصوت مرتجف: "أعرف من أنت. أعرف ما حدث. أنت تبحث عن العدالة، وأنا هنا لأقدمها. لن أهرب، ولن أختبئ."

وبمجرد أن قال هذه الكلمات، هدأ الظلام. الكيان بدأ يتلاشى ببطء، كأنه أخيرًا وجد السلام. مع انحلال الظلال، اختفى السائر في الظل تمامًا، تاركًا سليم وحيدًا في المعبد، لكن هذه المرة... بسلام داخلي.

---

« الإرث المحرر!!»

بعد تلك الليلة، عاد سليم إلى المنزل، لكن لم يكن شيئًا كما كان من قبل. شعر بأن شيئًا ثقيلًا قد رُفع عن عائلته. الغموض الذي كان يحيط بالمنزل والغابة قد تلاشى، وكأن السائر في الظل أخذ معه كل الخوف واللعنة.

فتح سليم النوافذ، ودخل ضوء الشمس إلى المكان لأول مرة منذ سنوات. كانت القرية هادئة، لكن سليم شعر بأن شيئًا ما قد تغير. السكان كانوا يراقبونه بنظرات مختلفة، كأنهم أدركوا أن الكابوس الذي كان يطاردهم قد انتهى أخيرًا.

لكن في أعماق نفسه، كان يعرف أن هذا ليس النهاية تمامًا. كان يشعر بأن هذه التجربة كانت البداية لرحلة أعمق نحو فهم أسرار الماضي والحقيقة التي قد تكون مخبأة في أماكن أخرى.

---
متنسوش رائيكم ي حلوين👀♥
فوت وانتم معدين🙈♥

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صرخة في العتمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن