النداء المجهول&الغابه واللعنه

9 4 2
                                    

العنوان: "صرخة في العتمة"

الفصل الأول: النداء المجهول

سليم وقف أمام المنزل الذي ورثه عن والده، وهو يشعر بمزيج من الرهبة والحزن. المنزل كان غارقًا في ظلال الماضي، بجدرانه المتصدعة المغطاة بالطحالب وتلك النوافذ التي لم تعرف ضوء الشمس منذ سنوات. كان المنزل مهجورًا منذ زمن بعيد، وربما لم تطأه قدم إنسان لعقود. الغابة المحيطة به تبدو كما لو كانت تحرسه أو ربما تسجنه.

المكان كان يعج بالذكريات الغامضة. في طفولته، كان سليم يأتي مع والده إلى هذه القرية، لكن كل زيارة كانت تتسم بالغموض والتوتر. والده كان يعود من هذه الرحلات بوجه شاحب وعيون خائفة، كما لو أنه رأى شيئًا لا يستطيع نسيانه. لم يكن سليم يفهم حينها، لكنه الآن عاد ليكتشف الحقيقة بنفسه.

دخل إلى المنزل. كان الهواء ثقيلًا ورطبًا، ورائحة العفن تملأ الأنفاس. الأرضية الخشبية تصدر صريرًا مع كل خطوة، والجدران بدت كأنها تحتفظ بأسرار لم تبح بها منذ زمن بعيد. بدأ يتجول في الغرف المظلمة واحدة تلو الأخرى. كل شيء كان كما تركه والده: الأثاث المغبر، اللوحات القديمة على الجدران، والشموع المنطفئة.

وصل سليم إلى غرفة المكتب، وهناك، على الطاولة المغطاة بالغبار، وجد الكتاب القديم. كان مغلفًا بجلد بني قديم ومتشقّق، وعليه نقش باهت. فتح الكتاب ببطء ليجد أنه يوميات والده، آخر كلمات كتبها قبل أن يختفي بشكل غامض.

"إلى من يقرأ هذه الكلمات... حذار من الظلال التي تتحرك في الغابة. لقد رأيته... السائر في الظل. إنه ليس خرافة. إنه حقيقة، وقد بدأ في مطاردتي. الليلة كانت الأصعب... أشعر بأنه قريب جدًا. لا أملك الكثير من الوقت، لكن هناك لغز قديم يجب حله. هذه اللعنة قديمة جدًا، مرتبطة بالمنزل وبالغابة وبكل من يعيش هنا."

توقف سليم عن القراءة، كان قلبه ينبض بسرعة. الكلمات كانت تحمل تحذيرًا واضحًا، لكنها أيضًا تركت أسئلة أكبر. من أو ما هو السائر في الظل؟ وكيف يمكن أن تكون لعنة مرتبطة بعائلته؟

مع انبلاج الفجر، خرج سليم من المنزل، وفي عقله مئات الأسئلة. أخذ اليوميات معه وقرر أنه لن يترك هذا اللغز دون إجابة. قرر زيارة القرية.
.

...«الغابه واللعنه!!»

القرية كانت صغيرة، هادئة ومهجورة في أغلبها. المنازل قديمة، والناس يتجنبون الغرباء، وكأن هناك سرًا جماعيًا يخشون الإفصاح عنه. وبينما كان يتجول في الأزقة الضيقة، قابل سليم رجلًا مسنًا يجلس في زاوية الميدان الرئيسي. كان الرجل يرتدي قبعة من القش ومعطفًا باليًا، وعيناه تحملان حكمة عمرها عقود.

اقترب منه سليم وسأله عن السائر في الظل. للحظة، صمت الرجل وكأن سليم نطق اسمًا لا ينبغي ذكره. ثم نظر إليه بنظرة عميقة وقال: "لا تسأل عن السائر، يا بني. هذا الكيان لا يرحم. إنه لعنة قديمة، قديمة مثل هذه الأرض نفسها. هناك أشياء في هذه الغابة لا يجب أن يعرفها أحد. عائلتك كانت دائمًا قريبة من هذا السر."

كانت كلمات الرجل غامضة، لكنها أثارت فضول سليم أكثر. عاد إلى المنزل وهو يشعر بأن كل شيء حوله كان مخفيًا وراء ستار من الغموض. قرر العودة إلى الكتاب، ليقرأ المزيد مما تركه والده.

"الليلة رأيته مجددًا. كان يقف عند حافة الغابة. لا أستطيع رؤية وجهه، لكنه هناك، دائمًا يراقبني. أنا أعرف أنه يقترب. لكن لماذا؟ ما الذي تريده هذه الكائنات منا؟ يجب أن أجد الإجابة قبل فوات الأوان. عثرت على خريطة قديمة، تشير إلى مكان في عمق الغابة... معبد قديم... ربما هناك الإجابة."

كان سليم يعرف أن عليه الذهاب إلى هذا المكان. إذا كان هناك أي شيء يمكنه مساعدته في فهم اللعنة، فهو في الغابة. لكن فكرة دخول تلك الغابة، التي حذره منها الجميع، كانت تثير الرعب في قلبه.

~~~~~
متنسوش الفوت
ورائيكم ي حلوين🥹♥

صرخة في العتمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن