السبت، السادسة والنصف صباحاًعلى مائدة الطعام يجلس كلاً من سارة وسلطان والجوهرة وعبد العزيز، يتخلل مسامعهم صوت الأذكار من الراديو العتيق . تضع رأسها بنعاس على مائدة الطعام "امي تكفين ما قدر اروح المدرسة فيني نوم" قلب والدتها عيناها بقلة حيلة "سارة خلي عنك الكسل وقومي تنشطي مافيه غياب!" ضحكت الجوهرة على حال شقيقتها ووجهت نظرها سريعاً نحو شقيقها الأكبر حين استقام واقفاً "عزوز توديني الجامعة على طريقك؟" هز رأسه موافقاً "يلا الحين لازم نطلع عشان يمدي الحق على دوامي استعجلي" هزت رأسها بالإيجاب لتكمل بسرعه كوب الحليب الدافئ وتستقيم تلبس عبائتها ويخرجون سوياً. وقع نظر والدتهم على الاثنان الجالسين بكل كسل "وانتم وش تنتظرون؟ على مدارسكم يلا" تثاوب سلطان بقوة قبل ان ينطق "سارة لك خلق نمشي ولا اجيب مفتاح السيارة؟" عقدت حاجبيها لثواني معدودة تفكر بعمق "اممم احس نمشي افضل خلني أصحصح شوي" استقام ينظر لها "يلا ياعجوزة" ضحكت وهي تستقيم بهدوء "طلبتك شيل شنطتي مافيني حيل اشيلها انا عجوزة" نطقت بسخرية ليحمل حقيبتها بدون ان ينطق بأي حرف ويخرج وهي تمشي بخلفه بسرعة وتخبره ان ينتظرها.
ساروا معًا حتى وصلوا إلى نقطة يتوجب عليهما أن يفترقا فيها. التفت سلطان وسلمها حقيبتها، فشكرته وانطلقت نحو مدرستها. طوال الطريق لم يكن يشغل تفكيرها إلا بدر، فهي منذ أن استمعت إلى اللحن الذي عزفه، لم تستطيع إخراجه من ذهنها. كانت ترغب في سماعه مجدداً ومجدداً. فجأة قاطع حبل أفكارها صوت مألوف لها، استدارت لتجد الشخص الذي كان يشغل بالها منذ الليلة الماضية بعد بكائها. كان يرتدي سترة رمادية ويغطي رأسه بقبعته "ممكن أكلمك؟ من أمس وأنا أفكر فيك.. أبي أعرف للحين زعلانة مني ولا لا؟" ضحكت لتنطق بسخرية "قلت عني ملقوفة ووقحة، لا أبد ما زعلت خذ راحتك" استدارت لتكمل طريقها متجاهله وجوده بينما اكمل الاخر طريقه خلفها بصمت توترت من وجوده خلفها فنطقت بنفاذ صبر "ما تخاف أبوي أو إخواني يشوفونك تمشي وراي؟" رد بلا مبالاة مجيباً على سؤالها "اذا صارت الشوارع باسمك، وقتها يمكن أخاف" التفت تنظر له بغضب "بدر الحين وش تبي مني؟ ما عندك مدرسة جامعة اي شي يفكني من مشيك وراي كانك ظلي" نظر لها بتمعن لثواني قبل ان ينطق بهمس "ابيك تجين اليوم نفس وقت امس للسطح ومستعد أسوي لك اي شي بس لا تشيلين بخاطرك علي" بادلته النظرات وهي تشعر بألم محبب بمعدتها "ما أوعدك اجي" نطقت كلامها ومشت بسرعه مكمله طريقها لا تريد خوض نقاش اخر معه
أنت تقرأ
Window
Short Storyبينما كانت الأضواء تتراقص بعيدًا، القلوب خفقت عميقاً، معلنة عن بداية قصة غامضة ستجمع بين اثنان، لتنسج من خيوط الواقع والأحلام عالمًا جديدًا خاصاً، حيث يُمكن للحب أن يتحرر من قيود الزمان