توتر متصاعد

7 1 0
                                    

بدأت الشمس تُشرق ببطء على مدينة باليرمو، تنثر أشعتها الذهبية على الأزقة الضيقة والشوارع التي شهدت مواجهات ليلية بين العصابات. كانت المدينة تبدو هادئة، ولكن خلف هذه الهدوء كان هناك بركان من التوترات يزداد اشتعالاً بين عائلتي روفا وسيلا.

في مكتب أنتونيو روفا، كان ماركو يجلس أمام والده، يتابع تحركات الرجال في الشوارع من خلال شاشة صغيرة. كان بإمكانه رؤية كل شيء، السيارات التي تتحرك ببطء، الرجال الذين يتنقلون بين الأزقة وكأنهم أشباح، والأصوات المنخفضة التي لا تكاد تُسمع، لكنها تُخبره بوجود خطر يقترب.

"أبي، الوضع لا يتحمل المزيد من الانتظار. سيلا تتحرك بسرعة، وإذا لم نتحرك الآن، سنخسر أكثر من مجرد شحنات." قال ماركو، وصوته يحمل إصراراً لا يمكن تجاهله.

أنتونيو أخذ نفساً عميقاً قبل أن يرد: "أعلم يا ماركو. لكن هذه ليست معركة يمكن أن نخوضها بتسرع. ديمتري ليس مجرد خصم عادي، إنه يعرف كيف يلعب اللعبة، ويعرف نقاط ضعفنا. علينا أن نكون أكثر ذكاءً منه."

"إذن، دعنا نكون أذكى." قال ماركو بابتسامة باهتة، لكن عينيه كانتا توحيان بشيء آخر. "لدينا فرصة لإيقاع سيلا في الفخ، وجعلهم يكشفون عن خططهم. نحن بحاجة إلى استخدام حلفائنا في الجنوب، وجعلهم يعتقدون أننا نستعد للهجوم."

أنتونيو نظر إلى ابنه، محاولاً قراءة ملامحه. "ومن أين لك هذه الثقة يا ماركو؟"

ابتسم ماركو وأجاب: "لقد تعلمت من الأفضل، أبي."

____________________

في مكان بعيد عن الأنظار، في غرفة مظلمة بإحدى القصور المهجورة خارج المدينة، كان شخص غامض يجلس خلف مكتب خشبي قديم. أضواء خافتة تتسلل من النافذة المغبرة، وتنعكس على الأوراق المبعثرة أمامه. يملأ الغرفة دخان السجائر، وصوت موسيقى كلاسيكية خافتة في الخلفية.

كان الشخص يجلس بتركيز شديد، يقرأ رسائل مشفرة تحمل تفاصيل عمليات وشحنات قادمة لعائلتي روفا وسيلا. أمامه خريطة كبيرة، مع خطوط حمراء تربط بين مواقع مختلفة، تشير إلى نقاط ضعف، مخازن أسلحة، ومسارات شحنات مافيوية.

"حان الوقت لإحداث بعض الفوضى." قال بصوت منخفض، ثم قام بالتقاط هاتفه واتصل بشخص آخر. "تأكد من أن الشحنة التي تصل الليلة إلى باليرمو لا تصل أبداً. أريد أن تختفي قبل أن تصل إلى الميناء. "

صوت آخر من الطرف الآخر يرد بهدوء: "هل هذا لا يعرض خطتنا للخطر؟ إذا فقدت روفا هذه الشحنة، سيشتبهون بوجود خائن.

ابتسم الشخص وقال بثقة: "هذا هو بالضبط ما أريده. دعهم يشتبهون، دعهم يفكرون في بعضهم البعض كأعداء. كلما زادت الشكوك، كلما تمكنا من إشعال نيران الصراع بينهما. عندما ينهار الاثنان، سنكون نحن من يقطف الثمار."

عندما يلتقي الثأر بالحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن