- كوخ ورجلين

61 9 37
                                    

حكايةً لخطايا الزمنِ، لذكرىَ سُلبت حتى بعد النبضِ، لجرحً طالَ النزيفُ خالدًا في الروحُ، لصمتً لن يمحو، ولوجودًا لن يزول، لميلادًا يفوقُ التاريخَ، ولألفِ عامًا بلا خفاءً، وحتىَ وهجُ الراحةِ تلاشى.

ــــ

يومًا لن ينتهي، ولأطلتُ النوم لن أختفي، لعشت مع جونغكوك لمدةً تناسيتُ العدَ فيها، ولجونغكوك وأنا سرًا محفورًا فينا ولعرفهُ أحد لأجرمت روحنا،

ليس إلا بدفترً لي، لكتبت فيه من شدةِ المللِ، فجونغكوك لن يبالي بي لكونهُ عجوزًا متهالك. لربما نسى أسمي

لا مِن فكرً لي ولا حياة ، ولست أتذكر، ما كنت وكيف عشت ولكيف أضحيت هنا، ولربما إني فاقدًا لذكرايّ، لا أبالي فمالفائدة أن اتذكر ماعشتهُ كذكرةً فقط؟ ولن أستطيع أرجاعها..

هنا، أنا وجونغكوك نمضي دونَ إي إنسنٍ، وحتى لمحةً لن ترى. فجونغكوك أعاد بقولهِ لي إن البشر أعداءً لنا ولا مِن أحد سيفهمُ ما عشناهُ أنا وأنت
فقالَ أسمي. لمرةِ الأولى.

ونبضِ بدئ بالحراكِ إلا إن جسدي ابهَ الحراك، كإني كشجرةً بلا وردً ولا خضارًا، فاقدًا للونِ فيّ، كإني تاريخً لا يُمحى إلا لتناسى.

'' لا أحد مثلنا، أنا وأنت. تايهيونغ"

لم أفهم، ولم أحاول ان أفهم، ولن أحاول، لإني لا أبتغي إلا إن عظام جسدي تتحلل، ولأطيل السباتِ كإميرةً حتى عشق الملكِ لن يوقظها. ولدفني أريد منزلاً ولربما جونغكوك بجواري.

لكان شديدَ الأعنتاء بي عالرغمِ مِن إنه رجلً متهالك. فلا بهجةً في عيناه، ولا نبضً في قلبهِ، كالميتِ مع الأوكسجين، وحتى أحاديثه تقلُ فيها الأحرف، كما لو إنه متقصدً بالصمتِ.

ترك تايهيونغ الدفتر الذهبي مع خفوتً مبالغً فيهِ، وكأنه يهرب مِن شيءً يهابهُ وليس إلا بدفترًا ذهبيً، كثيرَ الأوراقِ.

لمحت عيناه جونغكوك في خارج الكوخِ، كما اعتاد له، وحيدًا ولن يشاركهُ لشيئًا. ينحتُ بالخشبِ كهوايةً لرجل الكهفِ.

لراهن تايهيونغ مع نفسهِ أن يفهم هذا الرجل ولخسرَ خسارةً عظمى، ولأقسم تايهيونغ بعدها لن يحادثه إلا بالغةِ الإشاره، لعلَ جونغكوك مُتعبً حتى من الحديثِ، أشفق تايهيونغ لحاله، لكونهِ مثيرًا للشفقه.

يومًا وبعده، لا مِن أملٍ ولا حتى ضياءً في هذه الغابةِ. وكأنها منبوذةً حتى من الحيواناتِ، ملعونةً بسببي ؟

تنهد تايهيونغ وشربَ المياه.. لسانه جافً كما لو إنه لم يذق المياه يومًا، كره تايهيونغ كثرة تفكيره بكلِ تفصيلٍ..

كما لو إنه محققً يبحث عن الحقيقةِ، وليس القاتل.

ليس هناك قاتلاً، ولا بصمةٍ لدليلا، فالفراغُ يتأكلُ روحهِ لعلهُ بيرً عميق خالي المياه.

وذهب للسريرِ، بدون جونغكوك كالمعتاد، فجونغكوك لا ينام

إيعاقب نفسهُ لخطيئةً أرتكبها ؟

تايهيونغ لا يعلم، أغمضَ عيناهُ.

ـــ

سرمَدِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن