رجعت المنزل و أنا أفكر في عينيها البنيتين و حواجبها الكثيفة ، من أنت ؟ حتى قاطع حبل أفكاري صديقي يهاتفني أن الجنازة مساءا ، جهزت نفسي ، لبست الأسود ، حلقتو تعطرت ، ثم خرجت
وصلت مكان الجنازة فإذا بشخص يصادفني يعزيني ، استغربت فأنا لا تجمعني تلك العلاقة القوية مع الرجل حتى يعزوني في زوجه ، تجاهلته لكن تكرر الموقف ثانية و ثالثة حتى وصلت الصديق ، سلمت علين فهم بعناقي و هو يبكي ، إرتأيت أنه يحتاج بعض الحنان فقط ، فزوجته هي التي توفيت بعد كل شئ ، جلسنا و عينه لا تفارق عيني ، و أنا أستغرب مدى حبه لي حتى نطق ، هل وجدت ورقة في جيبك ، ماذا ؟ كيف عرف بشأن الورقة ؟ قلت بلى وجدت ، قال افتحها و لكن معطفي كان في البيت ، قال لا إذهب الآن ، فتعجبت بشدة !! تطردني أنا من قطعت الشرق لأجلك ؟! انتفضت متعصبا و ركبت اول سيارة عائدا بي إلى نزل ، أعزيه و أذكره و أسافره لأجله و هذا جزاءه ؟! يا لرجال هذا الزمان ، و بينما أحمل أغراضي ناويا أن أرجع إلى البيت سقطت ، سقطت قطعة الورق المسببة للمشاكل ، أنا و هي في زاوية الغرفة ، أأفتحها ؟ لا لاهمني ، أم أفعل ؟ فضولي يقتلني ، حتى فتحتها .
بسم الله الرحمن الرحيم ، سلام عليك يا زكرياء هذا أنا صديقك الصدوق ، أنت لا تذكرني و لا تذكر هذه الطرقات ، لكن ستتحسن ، فبعد كل شئ لم يكن حادثا سهلا تعرضت له ، لكن الحمد لله على رجوع ذاكرتك الجزئي ، توفيت زوجتي ، التي كنت تحبها و تحبك أيضا ، فرغم فقدانك الذاكرة لكن قلبك علم ، أن عليك الحضور لجنازتها رحمها الله ، إذا أنت تقرا هذه الرسالة فستكون فهمت كل شئ ، أرجو و إن لم نلتقي ان تعتني بنفسك يا صديقي ، مع كامل حبي ، وداعا
و قفت متفاجئا لا ادري ما الذي يحصل ؟ ذاكرتي ؟ أنا ؟ رميت الورقة على ظهرها حتى أقرأ ،
زاكي ، ربما لا تتذكرني ، لكنها أنا ، ، بعد الحادث تغير كل شئ ، لم أنسك و لا أقول أنك نسيتني و لكن ، هذه هي الدنيا ، ربما سنلتقي يوما ما لكن سأتظاهر بأنني لا أعرفك ، ربما للأحسن أو ربما لا ، لا أعرف بعد الآن ، مع كامل حبي .
نبضات قلبي تتزايد ، ما الذي يحدث ؟! بدأت أتذكر ! هذا الطريق طريق صالتك و المسجد حين تقفين و الخياط خياطك ، كل شئ له صلة بك ، جريت خارجا لا أدري إلى أين لكنني أتذكر الآن ، أتذكرك ! ، هذا الطريق و هذا الحانوت ، بلى إنه جاركم صاحب كل شئ ، و ها أنت ذا ، بحجابك الأزرق الجميل و عينيك الساحرتين ، تنتظرين صديقتك بكل صبر و كاميرة هاتفك في السماء بكل إحساس ، أنا أتذكر ، تذكرت أنني أحبك ، و هذا كل ما أحتاجه لاعيش ، أحادثك ؟ أم ربما من الأحسن أن أبقى فاقدا للذاكرة؟ لا ادري ما الأفضل ، لكن أحس أني بيتي يناديني ، سأذهب الآن ، لن اودعك ، و لكن سأتذكر وقفتك هاته ما حييت ، ههمت بالرحيل ، فإذا بهاتفي يرن ، سمعته فالتفتت فإذا بأعيننا تتلاقا ، أعين أعرفها و تعرفني ، ابتسمت ، و كذا هي ، وودعنا أنفسنا ، ليس بالكلام ، و لكن على أنغام الريح .