كان الصباح هادئًا في القرية، مع ضباب خفيف يعلو الحقول، حينما وصل فريق طبي بتوجيه من زين. كانت الأعين تترقبهم من بعيد، فقد بدا الأمر غريبًا لأهل القرية أن يروا هذا العدد من الأطباء والمعدات يصلون فجأة.
في منزل مغيث:
جلس مغيث ينتظر قدوم الفريق بوجهه الجاد المعتاد، عاقد الحاجبين، يفكر في تدابير الوقاية اللازم اتخاذها. مع وصول الفريق، وقف مرحبًا بهم، وبدأ التنسيق معهم بصفته الطبيب المسؤول عن حالة القرية الصحية.
مغيث: "أهلًا وسهلًا بيكم، ربنا يجعل فيكم الخير. أول حاجة، محتاجين نفحص التربة كويس ونحلل الميّة اللي الناس بتشرب منها. الوضع هنا بقى صعب، والمرض انتشر بشكل غريب!"
أحد الأطباء، يُدعى دكتور سامر، يبدأ بتوجيه فريقه: "تمام، هنبتدي بأخذ عينات من أماكن مختلفة، وبندرس كمان احتمالات تلوث في مصادر المياه، عشان نحدد السبب بشكل دقيق."
مغيث بابتسامة هادئة: "ربنا يبارك فيكم، متشكرين على المساعدة. أنا هنا لأي استفسار، بس ياريت كل حاجة تتوثق كويس، عشان لو قدرنا نوصل لحل، نبقى عارفين السبب بالتفصيل."
بدأت عملية الفحص وأخذ العينات من مصادر المياه والتربة في الحقول، حيث كان الفريق يعمل بانسجام. مغيث تابعهم بخطوات حثيثة، ينقل للناس المعلومات الأساسية، طمأنهم وأكد لهم أن الحل قادم بإذن الله.
الفريق الطبي يتنقل بين الحقول والمنازل، يجمع العينات ويقوم بتحاليل أولية وسط فضول الأهالي الذين تجمعوا لمتابعة ما يحدث. لم تكن القرية قد شهدت مثل هذا الاهتمام من قبل، مما زاد من الأمل في قلوبهم رغم المخاوف التي تحيط بهم.
دكتور سامر: "واضح إن في نسبة تلوث مش طبيعية، بس محتاجين ننتظر تحليل المعمل عشان نأكد شكوكنا."
مغيث بتعابير جادة: "طيب خلونا نعمل اللازم بسرعة. أغلب الحالات اللي بتجيلنا هنا أعراضها خطيرة، ومش عايزين حد تاني يتضرر."
تابع مغيث مع دكتور سامر وفريقه، وأخذوهم إلى أحد مصادر المياه الأساسية في القرية. بعد أخذ عينات المياه والتربة، لاحظوا تراكمات غريبة حول البئر القديم الذي يعتمد عليه الأهالي منذ سنوات.
أحد أعضاء الفريق الطبي: "غريب... شكل التراكمات دي بيدل على إن فيه حاجة ملوثة ممكن تكون بتتسرب."
مغيث باهتمام: "إيه نوع التلوث ده؟ ممكن يكون كيميائي؟ ولا حاجة بيولوجية؟"
دكتور سامر: "لسه مش واضح، بس فيه احتمال يكون نتيجة مزارع أو مواد كيميائية متسربة من مكان قريب. هنحتاج ناخد عينات ونحللها في المعمل بشكل أدق."
وقف مغيث يتأمل مصدر المياه بعد أن غادر الفريق لأخذ العينات إلى المختبر. شعوره بالخطر كان يزداد، فهو يعلم أن صحة أهل القرية في خطر، وأن الأمل الوحيد هو نتائج التحاليل.