بعدما أنهى غيث المكالمة مع مغيث، جلس في غرفته وهو يفكر في النبرة الجدية التي تحدث بها أخوه. مغيث ليس من النوع الذي يتوتر بسهولة، وعندما يقول إن هناك "شيء غريب" يحدث في المستشفى، فهذا يعني أن الأمور قد خرجت عن السيطرة. بدأ غيث يقلب في ذهنه ما قد يكون هذا الشيء: "هل في مشكلة صحية؟ حادث غير متوقع؟"
قبل أن يمعن في التفكير، وصلته رسالة من إليزابيث: "هستناك في المطعم الساعة 8. ماتتاخرش." نظر إلى الرسالة بابتسامة خفيفة، رغم أن باله مشغول بما يحدث في الريف، إلا أن جزءًا منه كان يتطلع للقاء إليزابيث. "طيب، هشوف مغيث الأول وبعدين هقرر"، قال غيث لنفسه.
في المستشفى الريفي، كان مغيث يمشي في ممرات القسم الجراحي بتوجس. المستشفى هنا مختلف تمامًا عن المستشفيات الفاخرة التي اعتاد العمل فيها. المكان كان قديمًا بعض الشيء، مع أضواء ضعيفة وأصوات غريبة تأتي من الغرف المجاورة.
وقف مغيث فجأة عندما لاحظ حركة غير طبيعية عند غرفة العناية المركزة. هناك شخص يرتدي معطفًا أبيض، لكن خطواته كانت مترددة وغريبة، وكأنه لا يعرف ماذا يفعل. مغيث قرر أن يقترب:
"حضرتك دكتور هنا؟ مش باين عليَّك إنك عارف مكانك."
الشخص استدار ببطء، وابتسم ابتسامة باردة:
"آه، أنا جديد هنا... ولسه بحاول أتعرف على المكان."
لكن تلك الابتسامة لم تشعر مغيث بالارتياح. كان هناك شيء غامض في نبرة صوته، وكأن الرجل يخفي شيئًا. مغيث شعر بالريبة، لكنه لم يظهر ذلك:
"لو محتاج مساعدة، أنا موجود هنا لو في أي حاجة محتاجة تدخل جراحي."
الشخص اكتفى بإيماءة، ثم مشى بعيدًا دون أن يقول كلمة أخرى. مغيث وقف لوهلة وهو يراقب هذا الطبيب، شعوره بالقلق يتزايد: "في حاجة غلط هنا... بس مش عارف إيه هي."
في المساء، توجه غيث إلى المطعم الذي اختارته إليزابيث. المكان كان راقيًا، بإضاءة دافئة وموسيقى هادئة تملأ الجو. دخل غيث وتوجه إلى الطاولة حيث جلست إليزابيث تنتظره. ابتسمت فور أن رأته:
"أهو أنت! ما توقعتش إنك هتجي."
غيث ضحك بخفة:
"إزاي متوقعتيش؟ دعوتك كانت واضحة ومباشرة، مش هقدر أعتذر."
ابتسمت وهي تفتح قائمة الطعام:
"طيب، بما إنك جيت، أنا هأختار العشا."
جلس غيث وهو يتأملها وهي تتصفح القائمة، وأخذ نفسًا عميقًا:
"على فكرة، كنت محتاج أجي هنا النهاردة. في حاجات كتير شاغلة بالي وكنت محتاج افصل."
إليزابيث نظرت إليه باستغراب:
"زي إيه؟"
أخذ غيث لحظة للتفكير قبل أن يرد: