رأسي تؤلمني، عيناي ثقيلتان، الآلام لا ترحم رأسي، خِدْر في أطرافي، الضباب يملأ هذا المكان على أعتاب اللاوعي، أغلق عينيَّ وأفتحهما.
ضباب..
أفعلها مرة أخرى.
ها هو الضباب آخذٌ في الذوبان ببطء من مركز الرؤية زاحفًا إلى الأطراف، سامحًا لنجم بعيد أن يرسل ضوءًا خافتًا إلى عينيَّ. أومأتُ برأسي جانبًا فرأيته: من هذا؟ أهو شبح؟ أشبحٌ يجلس في ركن الغرفة؟
رأسي ثقيل كالحجر.
النجم يقترب شيئًا فشيئًا، أو لعله يزداد في الحجم ليصير شمسًا! تدريجيًّا يذوب البخار من على جدار الرؤية كثلوج لاحت في أفقها شمس، الألوان الداكنة تصير زيتية، ثم تصطبغ بالواقعية. الشمس تنكمش لأراها مصباحًا مضيئًا في سقف الغرفة.
الغرفة! والمكان! أين أنا؟ ليست هذه غرفتي؟! أجهزه طبِّيّة تربطني أسلاكها كأخطبوط يقتنص فريسته وسط ضوضاء صاخبة وجدت طريقها إلى أذنيَّ.
ملامح الشبح الآن باتت أكثرَ وضوحًا، شخصٌ ما يتكئ بكوعيه على ركبتيه بأصابِعَ متشابكة ويرمقني باهتمام.
قلت بعض الكلمات التي لا أعيها، فسقطت هذيانًا من فمي على الوسادة.
هذه مشفى إذن؟! لقد عاد إلى وعيي الآن.. آن الأوان أن أنهض.
حاولت بالفعل، ولكن جذبتني تلك الأصفاد التي تقيِّد يديَّ في الفراش.
أصفاد! لماذا؟
الشبح يتحرك تجاهي ويغمغم قائلًا:
-"حمدًا لله على سلامتك"
صوتُه يبدو كسكِّين يطعن طبلة أذني
لا زالَ الضوء يؤلم عينيَّ، أضيِّقهما لأرى هذا الرجلَ الأصلع، شائبَ الشعر، صاحبَ الوجه الضخم، بملامحِه الحادَّة الثقيلة، وأنفه، وشفاهه الغليظة وقد علتهما عينان حادَّتان، وضع يده في جيب المعطف ليخرج مسجلًا صغيرًا. استقرَّ بجانب فراشي، ثم قال:
-"استرح، لا تحاول الحراك".
وعيي حاضر، ولكن ذاكرتي ما زالت تائهةً في غياهب الغموض.
غمغمت لأخرج صوتًا مضعضعًا:
-"من أنت؟ ولمَ القيود؟."
جاء الرَّدُّ بنبرة توحي باهتمام كشفت لي الملامح الباردة زيفَه:
-"سأخبرك بكل شيء، ولكن لا تجهد نفسك".
استجمعت طاقتي وكأنني أستخرج بترولًا من قاع المحيط؟ قائلًا:
" -من أنت؟".
YOU ARE READING
ملاك الظل
Mystery / Thrillerتتحدث الروايه عن ادم وجيه .. شخصيه استغلاليه انانيه يري بفطرته ان كل شئ علي مايرام وان افعاله النموذجيه لا تحتاج الي تصويب الي ان يصاب بالسرطان الذي لا شفاء منه ويضطر الي تناول عقار تحت التجربه يرسله الي بعد اخر يجد فيه شبيهه وحش ادمي يتغذي علي الام...