جبال الظلمات

الفصل الأول : الإستعداد

جبال الليل الأبدي ، أو كما يسميها العامة "الجبال المظلمة" ، يقال إن الشمس لا تشرق على تلك الجبال ، ويلف الغموض حول هذا المكان ، طبيعته البيئية والمناخية مختلفة تمامًا ، حيث تسكن وحوش وكائنات لم يستوعبها البشر ، وآثار خارقة والعديد من الكنوز النادرة ، ورغم ذلك كانت خطورة هذه المنطقة شديدة ، حيث إن معظم من خاطر ودخل إليها لم يعد ، وأولئك الذين استطاعوا النجاة والخروج لم يكسبوا سوى الإصابات الخطيرة ، أو حتى أن بعضهم قد أصابه الجنون تمامًا ، والأخطر من هؤلاء جميعًا هم الأشخاص الذين نجوا وخرجوا يحملون آثارًا أسطورية قد تسببت بكوارث للدولة ، مما جعل مملكة (يورانيا) تغلق حدود جبال الليل الأبدي وتمنع أي شخص من الدخول إليها نهائيًا

في المدينة الحدودية التي تفصل حدود مملكة (يورانيا) عن الجبال المظلمة ، كانت توجد كتيبة عسكرية تخطط للتوجه نحو المنطقة المحظورة

في إحدى نُزل المدينة ، كان قائد الكتيبة يحتسي كوبًا من الشاي الدافئ في تلك الليلة الماطرة وهو ينظر من خلال النافذة نحو الجبال البعيدة ، حينها طُرق الباب وأجاب القائد بالدخول

؟؟؟: اكتملت التجهيزات وقد تمت مراجعة تصاريح العبور للمنطقة المحظورة ، أيها القائد (فيرمن)

كان المتحدث رجلًا ضخمًا عريض المنكبين ببنية جسدية عضلية بشكل مفرط ، مد الرجل الضخم حزمة أوراق تصريح العبور التي وافق عليها حرس الحدود إلى القائد

فيرمن بتنهد: انتهى وقت الراحة إذًا ، أنا آسف يا (كوبر) لأنك تكبدت عناء التعامل مع حرس الحدود

بينما يضع (فيرمن) كوب الشاي على المنضدة وبدأ بتقليب الأوراق ليتأكد من أن كل شيء على ما يرام ، تحدث بأسف نحو الرجل الضخم (كوبر)

كوبر وهو يهز رأسه بالنفي: لم أتعنَ ، كانوا يعاملونني بشكل جيد ، أظن أن السمعة السيئة التي تدور حولهم مجرد إشاعات فارغة

أطلق (فيرمن) ابتسامة خفيفة على محياه وهو يعيد طي الأوراق ويحزمها

فيرمن: أظن أنك استثناء ، فالجميع سيصبح لطيفًا معك بمجرد رؤيتك ، ألا تعلم هذا؟

كوبر: حقًا؟ ألهذا أرسلتني بدلًا من البقية؟

بدا (كوبر) سعيدًا بهذه الحقيقة رغم أنه لم يدرك المعنى وراءها ، كانت هيئته ترعب الأشخاص الذين يتعاملون معه ، ولم يجرؤ أحد على أن يعامله بشكل فظ ، وهذا ما كان يشير إليه (فيرمن) ببساطة

فيرمن: أخبر الجميع غدًا أن العبور أصبح مسموحًا لنا ، سننطلق خلال اليومين القادمين ، فلتتجهز جميع الوحدات