أحس بقدميّ تحت الأرض،أشعر بها تطعن كل شي تحتويه أرضية غرفتي،أجر بقدميّ بينما أشعر بجميع ما تحتويه أرض غرفتي يتمسك بقدمي بقوة كأنها تمنعني من الحراك؛تمنعني من النفاذ من يأسي وكأنها تقول«لن أدعك تنفذ من يأسك،لن أدعك تصل إلى مخلجك،دوما ما كنت تلقي بيأسك علي باستلقاءك إلى أن امتصصته،أتعبتني!لن أجعلك تنفذ!»لا أعلم بمقدار القوة التي أملك،لكن في تلك الليلة لست أدري ما جرى لي،كان سرداب عقلي المظلم مكتظ التوابيت؛فيه جزءٌ من نور،لا أعلم ما مصدره..لكنني وبشكل ما،أصبح بمقدوري أن أدعك بقدمي أيادي أرضية غرفتي تعيسة الحظ،وأصل إلى النافذة،التي لم أقابلها منذ مدة طويلة لا أعلمها،كانت نافذتي طويلة،بحيث أرى جل السماء بنجومها وقمرها وغيومها،تعاستي لم تدعني أتأمل ما خلفها أبدا،لكنني اليوم أرى كل شيء من السماء،وأعني بكل شي؛كل شيء تخفيه،كانت السماء تخفي القمر والنجوم بغيومها الكظيظة،تشبهني بشكل ما..علمت حينها بأني كنت بحاجة لكائنٍ يماثلني،لا أن يقاسمني الشعور؛بل يحاكيني به،يتمثل لي يأسي في الغيوم،مكتظة داكنة سرمدية؛تقنعك بأنك ضئيل جدا أمام حجم قتامة يأسها؛تُذهل منه،تبرح بمكانك رافعًا رأسك تتأمل أبدية دُهمة يأسها الأخّاذة بصمت،شعرت برطوبة غريبة في وجهي،لم أشعر بها منذ زمن،إذا بدموعي تثوي في عنقي وتجف فيه،أدركت حينها مأتاها؛كانت الغيوم تخط أحرف اسمي،وجدت اسمي في قلب السماء،بين اكتظاظ يأسها،حملت السماء قلبي ولقبي،فعلت بي كما فعلت بالنجوم والغيوم والكواكب والقمر،وأدركت حينها؛بأن السماء مخلجي.
أنت تقرأ
مَخَالِجْ
ChickLitبينما تتفرع طُرُق حياته بلا رغبة منه كلّ يوم يشكو هو مدى بأسه في مَخلَجٍ بعيد مظلم،بينما هو وحده،يسير عليه باكيًا.