الـمدخـلِ

16 7 3
                                    

باريس، 1789

مذكرات الكونتيسة مارغريت دو سانت-كلير:
"في تلك الليلة المشؤومة، رأيت الموت في عينيه. ليس موتي أنا، بل موت إنسانيته..."

القصر الأسود شمال باريس ليلة العاصفة

"V"
هكذا كان يُعرف في دوائر النبلاء الفرنسيين. اسمه الحقيقي كان سراً دفن مع ماضيه المظلم. البعض يهمس أنه فيكتور، وآخرون يقولون فالنتان. لكن عيونه الزرقاء الباردة كانت تحمل اسماً آخر - اسم الانتقام.

على الجانب الآخر من القصر، كانت "L" - كما اختارت أن تُدعى تقف أمام مرآتها المكسورة. شعرها الأحمر القاني يتناثر حول وجهها الشاحب كهالة من الدماء. في يدها، رسالة قديمة مكتوبة بحبر باهت:

"عزيزتي ليلith،
حين تقرئين هذا، سأكون قد رحلت. احفظي السر، واحذري من الذئب الأزرق العينين..."

"كم مرة ستحاولين؟" صوته القاسي قطع صمت الغرفة. وقف "V" في إطار الباب، ظله الطويل يمتد على الأرض كشبح أسود.

"حتى أنجح،" همست دون أن تلتفت. على معصمها، ندوب قديمة تروي قصصاً صامتة.

"لن أسمح لكِ بالموت،" خطا نحوها ببطء مدروس. "الموت رحمة، وأنتِ... أنتِ لا تستحقين الرحمة."



"...وفي تحقيقات حول حادثة قصر دو لافلور، لم يتم العثور على جثة الكونتيسة . الشهود يؤكدون رؤية امرأة ذات شعر أحمر تغادر المشهد..."



"لماذا تعذبني؟" سألته بصوت مرتجف.

ابتسم ابتسامة باردة. "لأنكِ شيطان يرتدي قناع ملاك. أراكِ تتظاهرين بالبراءة، تتظاهرين بأنكِ الضحية. لكن عيناكِ... عيناكِ تخونانكِ."

في الخارج، دقت أجراس كاتدرائية نوتردام معلنة منتصف الليل. في الشوارع، بدأت همهمات الثورة تتصاعد، لكن في القصر الأسود، كان هناك صراع آخر  صراع بين روحين مظلمتين.






...الليدي الصغيرة تبدو بريئة، لكني رأيت في ليلة العاصفة... رأيت ما فعلته. الدماء على يديها لم تكن دماءها..."





"تعالي،" مد يده نحوها. "الليل طويل، والقصر يحتفظ بأسرار أكثر مما تتخيلين."


نظرت "L" إلى يده الممدودة. على إصبعه، خاتم فضي يحمل نقشاً غريباً  نفس النقش الذي وجدته محفوراً على صندوق أمه المقفل.

...احذر منها. هي ليست ما تبدو عليه. في عينيها سر أعمق من البحر، وأظلم من الليل..."

عروس القصر: لعنة دو مونتيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن