الفصلُ الخَامِس.

143 10 0
                                    

مرَ اسبوعين على لقاء الاسطبل ذاك،كانت علاقتهُن متوتره،فتأتي بعضُ المراتِ ڤيرموث بعد عملياتها ومهماتها تتلقى التوبيخ والعلاج بأحضان تلك المزرعه..أفروديت بالأصح.
ورُغم الصمت الذي كان بينهم باللقاءات تلك
الا ان أفروديت كانت تشعر ببعض الانجذاب الذي لا تفسير له.

--

كانت الليلة هادئة، لم يكن هناك سوى صوت النسمات الباردة التي تمر عبر نافذة غرفة أفروديت في المزرعة. جلست ڤيرموث على الكرسي القريب من السرير، جسدها متعب وملابسها ملطخة بالدماء الجافة. أما أفروديت، فكانت منهمكة في إعداد الأدوات لعلاج الجروح التي بدت أكبر مما توقعت. وضعت الفتاة المنشفة المبللة في يدها وبدأت بتطهير الجرح القريب من كتف ڤيرموث.

كان الجو مشحونًا بتوتر غير مرئي، شيء في طريقة تعامل أفروديت، وشيء في البرود اللامتناهي الذي أظهرته ڤيرموث. رغم الألم الذي يتسرب في كل ضربة من المنشفة على جروحها، لم تترك ڤيرموث أي تعبير يهرب من وجهها. عيناها الثابتتان كانت تتبعان كل حركة من حركات أفروديت بتركيز غير مفهوم، وكأنها تراقب شيئًا أغلى من حياتها.

توقف قلب أفروديت لثوانٍ، وهي تمسح بقية الدماء التي تجمعت أسفل قميص ڤيرموث. كانت عينايهما قد التقتا للحظة، لتشعر أفروديت بأن شيئًا غريبًا يجتاح قلبها. حاولت أن تركز على الجروح مجددًا، ولكن حرارة الموقف كانت تزداد. لم تعد تعرف إن كان ارتباكها نابعًا من الخوف أم من شيء أعمق.

أفروديت كانت تتمالك نفسها، تنظر إلى ڤيرموث بعينيها الواسعتين.

"أنتِ... بحاجة للاعتناء بنفسك أكثر،"
قالت أفروديت وهي تمسك بقطعة القطن الأخيرة لتنظيف الجرح الأكبر. "لا يمكنك الاستمرار بهذه الطريقة. إن كنتِ تظنين أنك قوية، فإنني أرى غير ذلك."

التوتر كان ملموسًا في كلماتها، وكأنها تحاول أن تكسر الحاجز الذي يحيط بڤيرموث. لكن ڤيرموث بقيت صامتة، تنظر إليها بعيونها العميقة الباردة. توقفت أفروديت بعد الانتهاء، لتنظر في عيون ڤيرموث مباشرةً. دون أن تفكر، وضعت ذراعيها حول عنقها بخجلٍ كبير، وجهها يميل إلى الحمرة وهي تحاول أن تقترب.
"أنت... تعرفين أنني لا أريدك أن تؤذي نفسك مجددًا، أليس كذلك؟"
صوتها كان ضعيفًا لكنه عميق في إحساسه.

ڤيرموث لم تتحرك، ولكن لم يكن هناك حاجة لكلمات. حدقت في أفروديت، ثم دون أن تنطق، اقتربت من وجهها ببطء، حتى التقت شفاههما بلطف في قبلة حملت كل ما لم يُقال بينهما. تلك اللحظات القليلة كانت كافية لتفجير كل التوتر المختزن، حرارة جسديهما أصبحت شديدة. كانت قبلة طويلة، لكن ممتلئة بالشغف المكتوم. يد ڤيرموث بدأت بالتحرك ببطء، تنزل على خصر أفروديت ثم تتسلل إلى فخذها برفق.

كل شيء بدا وكأنه يتوقف، الوقت نفسه بدا وكأنه قد تجمد. أفروديت شعرت بحرارة غير مسبوقة تسري في جسدها، بينما كانت يد ڤيرموث تلامس عنقها بنعومة. فجأة، انفصلتا عن بعضهما، لتدرك أفروديت ما حدث.

𝐅𝐀𝐑𝐌𝐄𝐑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن