آخر رسالة أكتبها لك يا -حبيبي-
أهديها لطيفك، كما اعتدت، ليحملها إليك..
وآخِر مرة أقولُ لك إني: "أحبُكَ"وعلى أسطُرِ الفراق أخطُّ لك:
أنّ مكانَكَ باتَ خاليًا -يا حبيبي!-.
خاليًا كأرضٍ فلاةٍ أهيمُ بها، اتخبطُ فيها تارةً يمينًا نحو الشروق وتاراتٍ أخرى لا أرى فيها إلّا غروب شمسِ طيفِكَ تلوحُ لي مِن بعيد…مكانُكَ خالٍ، كمينَاءِ لا ترى فيه إلا تلاطم أمواجِ شوقي بأصواتها تِلك "الشبيهة بنحيبِ شوقي إليك!".
تركتَ مكانك -خاليًا-، وتركتني!
كذبيحٍ قتلتني بِخنجرِ لوعاتِ فُراااقِك!.
فتحدّرَ منها دمعي وتشطّرت شرايينُ قلبيوولّى الحُبُور عني -يا حبيبي- مُهطعًا إلي الكمد،
ليندس داخِل كفنك، بجوار لحدك.فما كان عزائي وصبرُ بالي
إلا وفاؤك بعهدٍ عاهدتني به آخر يومٍ التقيتُك به: "ما بياخذني منكِ إلا الموت"…وها أنا اليوم -ذات يومِ وفاتِك-
أعيش المشاعر ذاتَها، مشاعر ذاك الطفلِ مبتور اليدين، سليم البصر أعمى البصيرة، العاجِزِ أمام حبيبهِ الذي نال من جسدهِ الموتُ ما ناله، وما باليدِ حيلة، وما للعينِ سِوى دُمعياتُ رحيلك!، فأنا اليوم أذوق موتك، بل اذوقه ألف مرةٍ ومرة.إذ أني على عتبات حياةٍ جديدة، مع رجُلٍ آخر،
رجُلٌ لا أعلم عن ماضيه ولا حاضره، لم يجمعني به حبٌ قديم ولا معرفة مُسبقة..رجُلٌ لم يخبرني بأنه سيُحارب الدنيا لأجلي،
ولم يعدني بحياة سعيدة ومترفة.أكتبُ لك.. لاخبرك بأنّه لن يقبل بذكراك!
فمن ذا الذي يقبلُ بأن زوجته تُبدي محبوبها الآفل؟أكتب لك لتهجرني،
فإن قلبي مُعلقًا بك،
وقلبهُ مُعلقًا بي،
والحي أبقى من الميت،
وهذا ما يتوجب عليّ، وإلا لحرمتُ
رضاه وجئتُ نفسي بسخط ربي...
.
.
...
عدد الكلمات: ٢٣٨ كلمة
..مُشاركة في مسابقة: «احي الذكرى»
@CriticsTeam