P.1 " سقوط القِـناع "

19 1 5
                                    

"اعلم حقيقتكِ منذ مدة وأريد مشاركتك ، سأحرق روحي لأجلك وأُوَلِد من العالَم رماداً لأُحي روحكِ ، اسحبيني لذلك الظلام مثلك ، اجعلي مني وحشاً تابعاً لكِ إن أردتِ ، فقط لا تتركيني في ذلك النور بينما تغرقين في الظلام ."

______________

السماء حالكة والحديقة الكبيرة مظلمة ، أعمدة الإنارة مطفئة عدا أحدها يضيء النطاق حوله وحول المقعد الخشبي بجواره .

صوت أنفاسها المتسارعة أفسد السكون ، كانت تركض بوتيرة بطيئة مما دل على تعبها من الركض لما يقارب الساعة ..

ما أن رأت ذلك المقعد قُرب مصدر الإنارة الوحيد في المكان هدأت أنفسها ، وما كادت تقترب منه حتى تجلس عليه بإرهاق .

شعرها الأسود كان مرفوعاً كذيل حصان ، ترتدي بنطالاً جلدياً أسود اللون وحذاءً وسترة مثله ، كما كانت ترتدي قناعاً بسيطاً أسوداً أيضاً أخفى ما حول عينيها فقط .

بمجرد أن استعادة اتزانها لاحظت للتو أنها جلست قُرب شخص ما !

لم تُبدي ردة فعل ولم توجه بصرها نحوه ، فقط نظرت بطرف عينها لذلك الشخص لكنها لم تستدل على هويته ، فكان يرتدي قلنسوة السترة خاصته ويخفي بها وجهه ، كحال أيديه التي يخفيها في جيوب السترة .

بينما قررت رفع أعينها نحوه لعلها تعرف شيئاً حوله ، لمحت ما جعلها تُثبت بصرها عليه لوهلة ، سلاحه كان بجوارها على المقعد .. سلاحه المتسخ بالدماء القانية !

وقبل أن تدرك بجوار من جلست أتاها صوته الهادئ :

"يبدو أنكِ أحضرتِ ضيوفاً ."

التفتت برأسها نحوه وهمست تلقائياً :

"ماذا ؟"

في نفس الوقت الذي التفت هو برأسه نحوها ليمنحها فرصة لرؤيته !

لم تكد تدرك هيئته حتى سمعت صوت أقدام من ذات الطريق الذي أتت منه ، أعادت بصرها نحوه لكنها لم تجده !

وعندها سمعت صوت رجل ما :

"لنتفقد هذه المنطقة أيضاً ! لابد أنها لم تبتعد."

حينها تابعت الركض رغم أنها لا تعرف هذه المنطقة ، استمرت بالركض حتى وصلت لسياج الحديقة الحديدي وتسلقته بيراعه وبمجرد أن خطت قدمها على الأرض سحبها أحدهم من تلك الزُقة الصغيرة واضعاً كفه على فمها !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

12:12حيث تعيش القصص. اكتشف الآن