"اعلم حقيقتكِ منذ مدة وأريد مشاركتك ، سأحرق روحي لأجلك وأُوَلِد من العالَم رماداً لأُحي روحكِ ، اسحبيني لذلك الظلام مثلك ، اجعلي مني وحشاً تابعاً لكِ إن أردتِ ، فقط لا تتركيني في ذلك النور بينما تغرقين في الظلام ."
______________
السماء حالكة والحديقة الكبيرة مظلمة ، أعمدة الإنارة مطفئة عدا أحدها يضيء النطاق حوله وحول المقعد الخشبي بجواره .
صوت أنفاسها المتسارعة أفسد السكون ، كانت تركض بوتيرة بطيئة مما دل على تعبها من الركض لما يقارب الساعة ..
ما أن رأت ذلك المقعد قُرب مصدر الإنارة الوحيد في المكان هدأت أنفسها ، وما كادت تقترب منه حتى تجلس عليه بإرهاق .
شعرها الأسود كان مرفوعاً كذيل حصان ، ترتدي بنطالاً جلدياً أسود اللون وحذاءً وسترة مثله ، كما كانت ترتدي قناعاً بسيطاً أسوداً أيضاً أخفى ما حول عينيها فقط .
بمجرد أن استعادة اتزانها لاحظت للتو أنها جلست قُرب شخص ما !
لم تُبدي ردة فعل ولم توجه بصرها نحوه ، فقط نظرت بطرف عينها لذلك الشخص لكنها لم تستدل على هويته ، فكان يرتدي قلنسوة السترة خاصته ويخفي بها وجهه ، كحال أيديه التي يخفيها في جيوب السترة .
بينما قررت رفع أعينها نحوه لعلها تعرف شيئاً حوله ، لمحت ما جعلها تُثبت بصرها عليه لوهلة ، سلاحه كان بجوارها على المقعد .. سلاحه المتسخ بالدماء القانية !
وقبل أن تدرك بجوار من جلست أتاها صوته الهادئ :
"يبدو أنكِ أحضرتِ ضيوفاً ."
التفتت برأسها نحوه وهمست تلقائياً :
"ماذا ؟"
في نفس الوقت الذي التفت هو برأسه نحوها ليمنحها فرصة لرؤيته !
لم تكد تدرك هيئته حتى سمعت صوت أقدام من ذات الطريق الذي أتت منه ، أعادت بصرها نحوه لكنها لم تجده !
وعندها سمعت صوت رجل ما :
"لنتفقد هذه المنطقة أيضاً ! لابد أنها لم تبتعد."
حينها تابعت الركض رغم أنها لا تعرف هذه المنطقة ، استمرت بالركض حتى وصلت لسياج الحديقة الحديدي وتسلقته بيراعه وبمجرد أن خطت قدمها على الأرض سحبها أحدهم من تلك الزُقة الصغيرة واضعاً كفه على فمها !
أنت تقرأ
12:12
Mystery / Thrillerتحت السماء المظلمة التقى القاتل باللِصة _________________ "لماذا ترمز لكل شيء بهذا الرقم ؟ ألا تَمَل ؟" ابتسم بمرارة قبل أن يخفض بصره للمرة الأولى ويهمس بنبرة مهتزة : "يمثل رغبة الوحش داخلي ، لو أنني حظيت بعناق واحد حين كنت صغيراً ما كنت ارتكبت ما...