الفصل السادس: رسالة من الماضي
ركضوا عبر شوارع المدينة القديمة، أنفاسهم تتصاعد في الهواء البارد. لم يتوقفوا حتى وصلوا إلى مقهى مهجور في حي قديم. دفعت جلوريا الباب المتهالك، وانهاروا جميعًا على المقاعد الخشبية المغبرة.
"هل... هل تعتقدون أنه بخير؟" سألت ليلى، وصوتها يرتجف.
"كايدن قوي،" قال آرثر محاولًا طمأنتها. "رأيت كيف واجه ماركوس."
"ماركوس..." همست ليلى، تتذكر كلماته. "يبدو أنه يعمل مع الظل الأول، لكنهما ليسا الشخص نفسه."
فجأة، قالت جلوريا: "الظرف! افتحيه، ربما يحتوي على إجابات."
نظرت ليلى إلى الظرف في يدها. كان الشمع الأحمر يحمل نقشًا غريبًا - نجمة سداسية محاطة بكتابة قديمة. بأصابع مرتجفة، كسرت الختم. داخل الظرف، كانت هناك رسالة مكتوبة بخط جدتها.
عزيزتي ليلى،
إذا كنت تقرئين هذا، فهذا يعني أن مخاوفي قد تحققت. الظل الأول وجد طريقه إليك، وماركوس... آه يا ماركوس، كم يؤلمني ما آل إليه مصيره.
هناك الكثير يجب أن تعرفيه، لكن الوقت قصير. الكتاب الذي يبحثون عنه ليس مجرد كتاب - إنه مفتاح. مفتاح لعالم الظلال نفسه.
قبل عشرين عامًا، عندما كان الظل الأول على وشك فتح البوابة بين العالمين، قمت بتقسيم الكتاب. نصفه مخبأ في مكان آمن، والنصف الآخر... وضعته في المكان الوحيد الذي لن يبحث فيه أحد.
ماركوس كان تلميذي، مثل كايدن. لكنه اختار طريقًا مختلفًا عندما وعده الظل الأول بالقوة. لا تثقي به، مهما قال.
وكايدن... كايدن حمل عبئًا ثقيلًا منذ تلك الليلة. لا تقسي عليه. ما حدث لسارة لم يكن خطأه.
في الصفحة التالية ستجدين خريطة، لكنها ليست خريطة عادية - إنها مشفرة بالظلال نفسها. فقط من يحمل دمي يمكنه قراءتها. أنتِ، يا حبيبتي.
كوني حذرة. الظل الأول أقوى مما تتخيلين. إنه كيان قديم، يسبق وجود البشر أنفسهم. لا يمكن هزيمته بالقوة وحدها.
وتذكري - الظلال ليست دائمًا كما تبدو. أحيانًا، أعظم نور يأتي من أعمق ظلام.
كوني قوية، يا صغيرتي.
جدتك، مريمقلبت ليلى الصفحة، لتجد خريطة غير تقليدية - مجموعة من الخطوط والرموز السوداء المتداخلة التي بدت وكأنها تتحرك على الورق.
"لا أفهم،" قالت جلوريا وهي تنظر إلى الخريطة. "إنها مجرد خربشات."
"لا..." همست ليلى. "إنها تتحدث إلي." حدقت في الخطوط السوداء، وببطء، بدأت تتشكل في ذهنها صورة. "إنها تقود إلى... المقبرة القديمة؟"
في تلك اللحظة، سمعوا صوت خطوات على السلالم الخارجية للمقهى. توترت ليلى، لكن القادم كان كايدن. كان معطفه ممزقًا، وهناك جرح على وجهه، لكنه كان حيًا.
"كايدن!" نهضت ليلى، متجهة نحوه قبل أن تدرك ما تفعل. توقفت فجأة، متذكرة كلمات ماركوس.
"أنا بخير،" قال بنعومة، مدركًا ترددها. "ماركوس... هرب. لكنه سيعود."
"من هي سارة؟" سألت ليلى مباشرة.
تجمد كايدن، وبدا للحظة أنه لن يجيب. ثم تنهد، وجلس على أحد المقاعد. "سارة كانت أخت ماركوس. وكانت... كانت كل شيء بالنسبة لي." توقف، وعيناه تركزان في الفراغ. "كنا نخطط للزواج. لكن عندما اكتشفت خيانة ماركوس وعرفت أنه يعمل مع الظل الأول... حاولت إيقافه. وفي المعركة التي تلت..." صوته خفت.
"ماتت سارة،" أكملت ليلى بنعومة.
"كان يجب أن أحميها. كان يجب أن..." توقف، وأغلق عينيه بألم. "لهذا السبب لم أستطع إنقاذ جدتك. عندما واجهت الظل الأول، كنت... خائفًا. خائفًا من أن أفشل مرة أخرى."
مدت ليلى يدها، وأمسكت بيده. هذه المرة، لم تتردد. "لم يكن خطأك."
فتح عينيه ونظر إليها. كان هناك شيء في نظرته - إعجاب، وخوف، وشيء أعمق.
"الخريطة،" قال أخيرًا. "هل وجدت...؟"
أومأت ليلى. "إنها تقود إلى المقبرة القديمة. جدتي... قسمت الكتاب. نصفه مخبأ هناك."
"والنصف الآخر؟"
"قالت إنه في المكان الذي لن يبحث فيه أحد."
"علينا أن نجده قبلهم،" قال آرثر. "الظل الأول وماركوس - لن يتوقفا حتى يحصلا عليه."
"لكن لماذا؟" سألت جلوريا. "ما الذي يمكن أن يفعله كتاب؟"
"يمكنه فتح البوابة،" قال كايدن ببطء. "بوابة بين عالمنا وعالم الظلال. إذا نجح الظل الأول في فتحها..."
"سيغرق عالمنا في الظلام الأبدي،" أكملت ليلى، متذكرة كلمات جدتها.
نظروا جميعًا إلى بعضهم البعض، بعيون ملؤها الخوف، ولكن أيضًا التصميم.
"حسنًا،" قالت ليلى أخيرًا. "إلى المقبرة إذن."
لكن قبل أن يتحركوا، سمعوا صوتًا - صوت ضحك عميق وبارد يأتي من كل مكان ومن لا مكان.
صوت الظل الأول.
"نعم،" همس الصوت. "إلى المقبرة. حيث بدأ كل شيء... وحيث سينتهي."
أنت تقرأ
حبيبي من عالم الظلال
Fantasyفي عالم يتجاذبه الغموض والأسرار، لم تصدق ليلى الأساطير... حتى بدأت تلاحقها. مع أستاذ غامض يحمل أسراره الخاصة، يجب عليها كشف إرث عائلتها المخفي قبل أن يبتلعهم الظلام."