من منظور ليلى
عندما استيقظت في صباح اليوم التالي، كان قلبي يخفق بشدة، والحماس والقلق يتصارعان داخلي. كان اليوم هو اليوم الذي سأبدأ فيه تدريبي كحارسة ظلال، وما زالت كلمات كايدن تتردد في ذهني: "تذكري ما علمتك جدتك في أحلامك." لم أكن أستطيع التوقف عن التفكير في ما قد يكشفه لي هذا التدريب عن قواي.
دخلت المكتبة، حيث كان من المقرر أن ألتقي بكايدن. كانت أرفف الكتب القديمة تحيط بي، وكانت رائحة الورق العتيق تملأ المكان. بينما كنت أسير نحو الركن الذي اعتدنا الجلوس فيه، شعرت بأن هناك شيئًا مختلفًا عن المكان اليوم. الظلال في الزوايا بدت وكأنها تتحرك، كما لو كانت تراقبني.
وعندما وصلت إلى المكان، وجدت كايدن ينتظرني، يقف بجوار طاولة مليئة بالكتب. كان لديه تعبير جاد، لكن عينيه تحملان شيئًا من التشجيع. "هل أنتِ مستعدة، ليلى؟" سأل، وكأنما يقرأ أفكاري.
"أعتقد ذلك. لكنني أشعر بالتوتر. ماذا لو لم أستطع السيطرة على القوى؟" أجبت، وشعرت بأن قلبي ينبض بسرعة.
"لا تفكري في الفشل،" قال كايدن بحزم. "تركزي على قوتك. اليوم، سنبدأ بتعليمك كيفية استدعاء الظلال والتحكم فيها."
من منظور كايدن
راقبت ليلى وهي تتقدم بخطوات حذرة. كانت روحها قوية، لكن عدم الثقة كان واضحًا في عينيها. كنت أعرف أنها تحمل إرثًا عظيمًا، لكن الخوف كان يقيدها. كان من المهم أن أساعدها على تجاوز تلك المخاوف.
"عندما تشعرين بالظلال، يجب أن تتصلي بها، كأنك تنادينها،" قلت لها. "استخدمي الكلمات القديمة التي علمتك إياها جدتك في أحلامك. ابدئي بتخيل ما تريدين استدعاءه."
كانت لحظة فارقة، وعندما بدأت تتحدث بلغة لم أسمعها من قبل، شعرت بتلك الطاقة تتدفق حولنا. كان هناك تفاعل غريب بين ليلى والظلال، وكأنها تتجاوب مع نداءاتها.
من منظور جلوريا
كنت أراقب من بعيد، مستندةً إلى أحد الرفوف. كان مشهدًا غريبًا، حيث كانت ليلى تتحدث إلى الظلال وكأنها صديقة قديمة. شعرت بالخوف والدهشة في نفس الوقت. كيف يمكن أن تكون تلك الفتاة التي أعرفها تمثل شيئًا بهذا العمق؟
لكن شيئًا ما بدا لي غير طبيعي. كان الظلام يتجمع بشكل مقلق، والأجواء تصبح أكثر برودة. فجأة، ظهرت في الأفق، كائنات مظلمة تتراقص حول ليلى. كانت تموجات الظلال تجلب شعورًا بالخطر، وكأن شيئًا يراقبنا.
من منظور كايدن
فجأة، شعرت بتغير في الأجواء. الكائنات التي استدعتها ليلى لم تكن مجرد ظلال عادية. كانت تتجه نحوها وكأنها تتبعها، وتجذب طاقتها. "ليلى، توقفي!" صرخت، محاولًا دفعها بعيدًا عن تلك الكائنات.
لكني كنت متأخرًا. فقد استدعت شيئًا أكبر مما كانت تتوقع. تلك الظلال كانت غير خاضعة للسيطرة، ظلال أولى تُعبر عن قوى قديمة، وكانت تكتسب القوة من خوف ليلى.
من منظور ليلى
شعرت بالظلال تتراقص حولي، وبدأت أشعر بأنني أستطيع السيطرة عليها، لكن في لحظة، انقلبت الأوضاع. كانت تلك الظلال تتجمع، تتشكل في كائنات داكنة، وأحسست بالذعر يتسرب إلى داخلي. "كايدن، ما الذي يحدث؟"
"تذكري، استخدمي قوتك،" كان صوته واضحًا لكنه بعيد. "عليك أن تسيطري عليهم!"
استجمعت قواي وأغمضت عيني. حاولت استدعاء الكلمات القديمة التي علمتني إياها جدتي. "بِاسم النور والظل، بِاسم التوازن الأبدي..."
وفي تلك اللحظة، استيقظت القوة الكامنة بداخلي. فتحت عيني، ورأيت تلك الظلال تتراجع، تتراجع إلى الخلف كما لو كنت أملك القدرة على التحكم فيها. كانت كلماتي تتردد في الهواء، وكأنها تحث تلك الكائنات على العودة.
من منظور آرثر
دخلت المكتبة في اللحظة المناسبة. رأيت ليلى في مركز الدائرة، محاطة بظلال داكنة، بينما كان كايدن يقف وراءها، يحميها. كان المشهد غريبًا، حيث شعرت أن شيئًا كبيرًا يحدث هنا.
"ليلى!" صرخت، محاولًا التقدم نحوها. لكن الظلال كانت تتماوج حولها، وكأنها ترفض أن تتركني أقترب.
من منظور ليلى
الظلال تراجعت، لكني كنت أدرك أن هذا ليس النهاية. كان هناك خطر أكبر في الأفق. الظل الأول لم يكن بعيدًا.
شعرت بيد كايدن تضغط على كتفي، "جيد، ليلى! لكن هذا مجرد بداية. الظل الأول سيعود، وعندما يعود، يجب أن تكوني مستعدة."
نظرت حولي إلى أصدقائي الذين كانوا يدعمونني، وأدركت أنني لست وحدي في هذه المواجهة. كان علينا أن نواجه ما هو قادم معًا، مهما كان.
أنت تقرأ
حبيبي من عالم الظلال
Fantasíaفي عالم يتجاذبه الغموض والأسرار، لم تصدق ليلى الأساطير... حتى بدأت تلاحقها. مع أستاذ غامض يحمل أسراره الخاصة، يجب عليها كشف إرث عائلتها المخفي قبل أن يبتلعهم الظلام."