جيمي والحمار الصغير
كان هناك طفل صغير بشيط يدعي جيمي، كان جيمي يسكن في قرية صغيرة ويذهب كل يوم في الصباح إلي المدرسة، وفي وقت الظهر يساعد والدة في زراعة الأرض، كان جيمي يحب أكل جميع الخضروات والفواكة المفيدة لذلك أصبح قوياً وذكياً جداً، وكان لدي جيمي حمار صغير يساعده في عمله، كان الحمار الصغير يوصل جيمي كل يوم من المنزل إلي المدرسة ومن المدرسة إلي الحقل، يمشي الحمار الصغير ببطئ ويقف أحياناً ليأكل بعض الاعشاب .وفي يوم من الايام تأخر جيمي عن المدرسة بسبب حماره الصغير، ولذلك خطرت علي باله فكره، قال جيمي في نفسه : لو اشتريت سيارة صغيرة بدلاً من حماري البطئ، سوف أذهب إلي المدرسة بسرعة وأتمكن كذلك من الطواف في كل المدن والقري البعيدة بسرعة وسهولة، أردك الحمار ما يفكر به جيمي فحزن حزناً شديداً .
وبالفعل استبدل جيمي حماره الصغير بسيارة، وكان سعيداً جداً هو واصدقاءه بهذه السيارة وأخذ يتجول بها في قريته وهو يصدر صوت البوق عالياً .. أصبح الحمار الصغير حزيناً بعد أن صار بلا عمل لأن صاحبه قد استغني عنه، ولم يستطع أن يحبس دموعه وهو يشاعد جيمي مبتعداً عنه بسيارته الجديدة، وقال في نفسه : وداعاً يا صاحبي، سوف تعرف يوماً قيمة صديقك القديم .
وللأسف لم تدم سعادة جيمي كثيراً بسيارته، لأنه لم يكن يقوم بصيانتها الدورية، حيث كان متخيلاً أنها مثل صديقه القديم الحمار لا تحتاج إلي الصيانة، وهكذا بدأت المشاكل تظهر بها واحدة تلو الأخري، وأخذ جيمي المسكين يصيح قائلاً : ماذا يحدث لسيارتي، إنها تتفكك ولا تعمل .. حاول جيمي أن يصلح سيارته بنفسه ولكنه فشل في ذلك لأنه لا يعرف الكثير من الميكانيكا، وأخذ صحابه يضحكون عليه ويسخرون منه .. والآن فقط عرف جيمي قيمة صديقه الحمار الذي لا يتعطل أبداً، ولم يشتكي يوماً من اداء عمله او يطلب صيانة .. ذهب جيمي مسرعاً إلي صديقه الحمار وأحضر له هديه جميلة، وقال له : سامحني يا صديقي لقد افتقدتك كثيراً لأنك صبور وتفعل كل ما أريده منك ولا تحتاج إلا القليل من العشب والبرسيم والماء، فرح الحمار الصغير بعودة صديقة وأخذ نهيقه يعلو من شدة الفرح .