ظلال الماضي

5 1 0
                                    


البارت الأول: "ظلال الماضي"

في أحد أحياء أثينا القديمة، حيث تتناثر الأزقة الضيقة والأبنية ذات الجدران المتشققة، كانت هيلين تجلس في غرفتها الصغيرة، تتأمل المدينة من نافذتها. كانت الشمس قد بدأت في الغروب، والسماء تتلون بألوان ذهبية برتقالية. لكنها لم تكن ترى الجمال في المنظر. كانت أفكارها تتنقل بسرعة، مثل الرياح التي كانت تحمل صوت سيارات وركاب يمرون أسفل نافذتها.

هيلين، الفتاة التي نشأت وسط عائلة تملأها الأحقاد، كانت تحاول جاهدة أن تجد السلام وسط هذا الصراع العائلي المستمر. هي ابنة عائلة أريستوس، العائلة التي كانت في يوم من الأيام تمثل رمزًا للمجد في المدينة، ولكن اليوم، بعد سنوات من الخيانة والانقسام، أصبحت مجرد ذكرى غامضة للماضي. ولا أحد كان يجرؤ على التحدث عن الحروب التي دارت بين عائلتها وعائلة فاليريوس.

كطفلة، كانت تذهب إلى المدرسة، حيث كان اسم عائلتها وحده كافيًا لتجذب الأنظار وتثير المشاعر المتناقضة لدى زملائها. كانوا يتجنبونها، أو يعاملونها بشكل مختلف. لكن الشيء الذي كان يوجعها أكثر من أي شيء آخر كان أن هناك شخصًا واحدًا فقط كان يشبهها في هذه المعركة — نيكولاس، ابن العائلة المنافسة.

منذ طفولتها، كانت بين هيلين ونيكولاس منافسة شديدة. في المدرسة، كانا دائمًا في الصف الأمامي، يحققان أعلى الدرجات، ويشعلان الفصول بحوارات مليئة بالتحدي. لكن خلف تلك الواجهات كانت مشاعر أخرى تخفيها كل منهما، مشاعر من الحقد والكراهية، ومشاعر أكثر تعقيدًا تدور في قلب كل منهما.

وكانت اللحظة التي انفصلت فيها حياتها عن حياة نيكولاس هي تلك الحادثة المشؤومة التي وقعت منذ عشر سنوات. الحادثة التي تركت جروحًا في قلب كل منهما وجعلت علاقتهما لا تُغتفر.

"أبي..." قالت هيلين بصوت منخفض، ناظرة إلى صورة والدها، الذي كان قد أصيب في حادث مروع منذ عدة أسابيع. كان كليمنتيوس، والد هيلين، رجلاً حكيمًا وهادئًا. لكنه في هذه الأيام كان يواجه تهديدات كانت قد اجتاحت عائلته بعد حادثة تعرض له في عمله. كانت هيلين تشعر بأن هناك شيئًا ما غير عادي في هذا الحادث، شيء لا يتناسب مع طبيعته الهادئة ولا مع الطريقة التي جرى بها.

وكانت إشارات الخطر تلوح في الأفق. كان هناك شخص ما داخل عائلتها، أو ربما من عائلة فاليريوس، الذي كان يقف وراء كل هذا.

وبينما كانت هيلين جالسة، تشعر بالإرهاق النفسي والجسدي من تلك المعضلة، سمعت صوت هاتفها يرن. كان الرقم مجهولًا، لكن قلبها كان يخبرها أن هذه المكالمة قد تكون بداية للكثير من الأسرار التي كانت تخفيها الأيام.

"هيلين، هناك شيء يجب أن تعرفيه." كانت تلك هي الكلمات التي نطقت بها تلك المرأة من الجهة الأخرى من الخط. كانت أريادني، عمة هيلين.

ظلال العائلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن