لم انسى....

334 69 73
                                    

.
.
.

واتيت لحياتي ومررت بها مرور العاصفة.... لم يسلم مني شيء حين عبرت مني فدمرت ما كان وما أتى من روح متعبة... حتى وحين ابتعدت ضللت بالذكرى اتألم وكل ليلية اعايش الجحيم مرًا

قيل في أدب المواسات ان الزمن سيمضى والندوب ستطيب والجراح تلتئم وتراني كنت اجول بالوهم جيئة وذهابا  .... واني يا سيدي دخلت مقبرة العائدين من ملاحم الحب من اوسع ابوابه وكفال سيء خطوة خطوتي الاولى بقدم اليسرى

فلا الزمن مضى ولا الندوب شفيت ولا جرحي التئم ولا القلب سكنت رجفته ولا عيوني عرفت الطمئنينة وبكل يقين ياسيدي اخبرك ان كل مواسات بهذا العالم كاذبة

  فانا هنا اين تركتني  مازلت ابكي علي و كل ما بي مني سئم

"  فيليكس... افق ارجوك
اخي.... افتح عيناك "

ترجاه نويل باكيا يهز جسده المرتجف المتعرق مرارا يمسح بكفه بسرعة على ملامح اخاه التي باتت شاحبة باردة والدمع والعرق يبللها بملامح يحن لألمها الحجر وينكسر

ودلفت والدته ووالده الغرفة بسرعة كلاهما يغادران السرير بمنتصف الليل لصراخ نويل باسم فيليكس

وشهق فيليكس باكيا ينهمر الدمع من عيناه حتى بنومه انفاسه متسارعة وجسده يرتعش بقسوة ينظر حوله لكل مكان يشعر بعيون تراقبه ومن حوله

ايادي تلتف حول عنقه تحرمه انفاسه ليغمض عينيه باكيا بشدة بدفع كل يد ترغب بلمسه ويبعد كل احد من عائلته يرغب باحتضانه ومواساته

"  لا تلمسني.... لا تقترب مني... ابتعد.... هوا لا يحب ان يلمسني... احد "
نبس باكيا مرتجفا جسده يهتز بقسوة بملامح مرتعبة خائفة كان الرعب الذي يسكن قلبه وعقله سيقتله يوما

وابتعد والديه واخاه بعيد عنه يجلس اباه ارضا تتخور قواه ككل ليلة يراقب عذاب ابنه دون سبيل لانقاذه  وتفيض اعينه بعبارتها كارها عجزه وقلة حيلة يرى اول فرحة له وصغير كالزهر فرح به العالم بل ملاك ارسل للارض لينيرها يراه يتخبط مرتعبا خائفا ولا قدرة له حتى على احتضانه

اتكئت امه على الحائط خلفها بجسد مرتجف  تراقب بدمع يتناثر من اعينها واكففها المرتجفة تكتم بكاءها تراقب من كانت ضحكته تسعد مكتئبا بات من يراه مشفقا متسائلا من اي جحيم عاد

وجلس اخاه ارضا بمنتصف الغرفة باكيا  بوجهه بين كفيه يخفي دمعه بجوار سرير اخاه
عاجزا داعيا ان يخفف الرب من الوجع الذي يسكن قلب اخاه

وبات الامر مؤلوفا لاكثر من سنة كاملة يحدث كل ليلية ويستمر فيليكس بالبكاء فزعا وحيدا غير راغب من احد ان يقترب منه ويستمر بكاءه طويلا متكورا على سريره هاذيا بكلمات خائفة مرتعبة ينظر للباب بين فنية واخرى مرتجفا حتى يغفى مجددا بكاوبيس اعظم او ان يغمى عليه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قَبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن