اقتباس
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا. )
في هذا المستقبل البائس، حيث فشلت البشرية في استعمار الفضاء وتأمين حياة بديلة على كوكب آخر، تصل الإنسانية إلى مفترق طرق قاتم. بعد محاولات متواصلة من الوكالات الفضائية للبحث عن كواكب جديدة للعيش، يأتي الوقت الذي لا مفر فيه من مواجهة الحقيقة المرة: الأرض قد أفرغت من مواردها، والناس يعانون من التضخم السكاني الهائل الذي لا يمكن تحمله. ومع تزايد الأعداد على كوكبٍ منهك، تُصدر البشرية في عام 2100 قانونًا ينص على إعدام نصف البشر من أجل ضمان بقاء النصف الآخر.
لكن القسوة لا تقتصر على ذلك. المجتمع يُجبر على فرض قيود صارمة على الإنجاب، بحيث يُحظر على العائلات إنجاب أكثر من طفلين، وفي حال رغبوا في إنجاب ثالث، عليهم التضحية بأحد أفراد الأسرة ليعيش المولود. وإذا رفضوا ذلك، فليس أمامهم سوى خيار الإجهاض. وما هو أبشع من ذلك، أن الأمهات اللواتي يلدن توائم مجبرات على التضحية بأحد أطفالهن لضمان حياة الآخر.
هل هذه هي قمة الصراع من أجل البقاء؟ هل وصل الإنسان إلى نقطة لا يمكنه فيها النجاة دون أن ينتهك أعمق مبادئه الأخلاقية؟ في هذا المشهد المظلم، تتكشف الأسئلة الكبرى: هل تستحق الحياة أن تُحيا في ظل هذا العذاب؟ وهل تتحول الإنسانية إلى قسوة وحشية، تضحّي بكل ما هو بشري من أجل بقاءٍ مادي فارغ؟ أم أن ما يحدث هو نتيجة لمحاولة بائسة لإيجاد توازن بين الطبيعة والمجتمع، وهو توازن فُقد في معركة لا تنتهي بين القوة والضعف؟
هذه القوانين القاسية تتجاوز مفهوم العدالة، وتضع الإنسان في اختبار مرير لمقدار تفاعله مع الضعف والرحمة. فهل يمكن أن يبقى هناك مكان للإنسانية في عالم تُقاس فيه الحياة بالكمية والنوعية، وتُختبر القيم الإنسانية بالمجرد من أجل البقاء؟ أليس من المحتمل أن يتسائل الإنسان في لحظةٍ ما: هل كان البقاء حقًا جديرًا بكل هذا الثمن؟
أنت تقرأ
رماد الحرب
Fantasyفي عالم يعج بالأسرار والقدرات الغامضة، حيث تتداخل خيوط المستقبل مع ماضيٍ بعيد، يظهر "فتى النبؤة" ككائن يحمل في ذاته عبءًا قدريًا يفوق تصوّرات البشر. هو الفتى الذي يُولد وسط رياح التغيير، في وقتٍ تبدو فيه الأقدار مشتبكة، وفي لحظةٍ يشعر فيها العالم بأ...