["الفصل الأول || ضحكتك طوق النجاة الوحيد لغريق"]

69 8 10
                                    

كنت أتمايل بجزعي العلوي علي أغنيتي المحببة إلي قلبي

"يخـبرني.. أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات".

وأنا أقف أمام مرآتي اتأمل غمازتي اليسري وهالات عيني السوداء، شعري المبعثر والذي يصل إلي نصف ظهري بطوله وانحناءاته الرقيقة.

كنت أستمع إلي كلمات الأغنية التي تصدح من صوت المذياع الموضوع علي الطاولة بجواري وأنا أتذكر حبيبي «سامر».
حتي صدح صوت ماجدة الرومي تقول بصوتٍ حزين أشعر بها فأنا "سيد من جرب"

يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات"

تنهدت بصوتٍ مسموع ثم نهرت نفسي علي تفكيري السئ به، فـ «سامر» يصنع المستحيل حتي نجتمع سوياً في بيتٍ واحد.

لم أفق من خيلاتي تلك إلا علي صوت إشعار من هاتفي.

قفزت بخفة الفراشة وارتميت علي فراشي، أخذت هاتفي بشغف أنظر إلي الرسالة التي لم تكن سوا من «سامر».
سيأتي السؤال في الحال وكيف عرفتي أنه المدعو «سامر» !

قلبي حدثني بذلك خاصةً أنه لم يرد علي رسائلي منذ أسبوع، وأيضاً لأنني أضع نغمة مميزة له فقط تخبرني بأنه حبيبي «سامر».

بعد أربعة وثلاثون رسالة مني إحداهما غاضبة منه وآخري أنعته فيها بكرهي الشديد له، وثالثة أبث فيها شوقي له.

كان رده :"عزيزتي لارا اشتقت لك".
تباً يعرف «سامر» كيف يبعثرني.
أنتم علي علمٍ الآن بشعوري بعد أن قرأت تلك الرسالة.

أخذتُ نفساً عميقاً لمحاولة تهدئتي، ثم تسطحت علي بطني أمسكت هاتفي بيدي اليمني وباليسري أُداعب شعري وأنا اقرأ رسائله الحنونة والدافئة.

بدد كل غضبي وحزني طوال فترة غيابه بكلماته.
وبخته بحزنٍ عبثاً اصطنعته لكي أتدلل عليه
لارا :"سامر، ما كل هذا التأخير، لماذا لم ترد علي رسائلي طوال الأسبوع الفائت".

بعث لي بـ «إيموجي» قط يضع وجهه في الأسفل بخجل ثم كتب :"كنت مضغوط كلياً طوال الأسبوع الماضي، فأمي كانت مريضة جداً، وكنت بصحبتها طوال فترة مرضها".

تحدثت بنزق وأنا أبعث له بإيموجي غير مبالٍ :"وهل هذا عذر لعدم مهاتفتك لي طوال الأسبوع".

سامر :"عذراً صغيرتي، فأنتِ تعلمي مدي تعلقي الشديد بأمي، وهاتفي لم يكن معي كان في المنزل".

لم أرد علي رسالته الأخيرة فأرسل هو :"اشتقت إلي ابتسامتك الجميلة، هلا أرسلتي لي بصورتك".

كنت سأرفض، نظراً لإرهاقي الشديد وهالاتي السوداء.

نظرت إلي المرأة المجاورة للسرير فوجدت وجهي يشع نوراً آثر كلماته، قمت بإلتقاط بعض صور «السيلفي» لي وأنا مبتسمة وشعري يغطي كتفي في إنسيابية واضحة للعيان.

أرسلتها فأغدق علي من الكلام المعسول المحبب إلي والذي يرضي غروري، ابتسمت برضا لشعوري بأني مرغوبة بي من سامر، حبيبي الأول والأخير.

تحدثت أنا تلك المرة فأرسلت له تسجيل صوتي «ريكورد».
لارا :"سامر! اشتقتُ لك جداً".
ارسل هو برسالة كتابية :
"حبيبتي لارا، ها هو حبيبك سامر معك الآن".
لارا :"أنتَ تعلم مقصدي سامر".

غير دفة الحديث هو فقال :"أوتعلمين، أشعر أن ضحكتك تلك هي طوق النجاة الوحيد لغريق في المحيط".

حسناً لقد زال كل غضبي بكلماته تلك.
فابتسمت ثم خاطبته :"هل أنا جميلة في عينيك سامر!".
سامر :" أنتِ أجمل ما رأت عين سامر عزيزتي".
شاكسته بمرح :"وهل رأت عيناك حسناوات غيري!".
سامر :"حبيبتي!
عاهدتك عيناي ألا تري غيرك ...
وألا تنظر لغيرك ...
لارا :"لا أعلم إن كنت فيلسوف أم شاعر، لكن كلامك المعسول يروق لي".
سامر :"لست شاعراً ولا فيلسوف".
لارا :"وماذا تكون تحديداً".
سامر :"عاشق".
ارسلها مع إيموجي قبلة.

فتحدثت بسعادة حاولت جاهدة إخفائها :"لو كنت تعشقني لما تركتني كل تلك المدة، وكأنني أتقلب علي جمر".
سامر :"فداكِ نفسي صغيرتي لارا، تعلمين ما حدث لأمي".
تحدثت أنا بهدوء:"عفوت عنك، ولكن لا تكررها مرة آخري حبيبي".

لم أشعر بالوقت إلا علي صوت أمي يأتي من خارج غرفتي كانت تناديني كي اتناول الغداء .
تحدثت بصوتٍ عالي كي يصل إلي مسمع أمي :"حسناً أمي سأهبط في الحال".

نظرت في الساعة فوجدت أنها تجاوزت الرابعة عصراً، هذا يعني أنني جلست أحدث «سامر» لساعتين ونصف.

هبطت إلي الأسفل لتناول الغداء ألقيت التحية علي أمي وقبلت وجنتيها بحب، وبالطبع لم أنسي إلقاء التحية علي السيد «كامل».

#وهــم🤎
#ياتري مين السيد كامل.
#ياتري لارا كانت تقصد ايه لما قالت لسامر أنت تعلم مقصدي!
#والسؤال المهم مين سامر أصلاً.
#مستنية رأيكوا في الشابتر.
#هي نوفيلا صغيرة مش كبيرة يا حبايب قلب نرنور

وهـــم (حكاية الضوء المفقود)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن