"يا إلهي، هارفي..." تمتمتُ بضيقٍ كامنٍ وأنا أقترب من ذلك المنزل الصاخب، حيث تصطف السيارات على جانبي الطريق الضيق، وكأنما هي شهودٌ على فوضى قادمة. أركن سيارتي كيفما اتفق، محشورًا بين سيارتين تويوتا كورولا، ثم أتابع طريقي إلى الشرفة الأمامية.
حدّقت إليّ عيون الناس الذين وقفت فيهم الخمرة، ونظراتهم متثاقلة بضحكات مائعة، يهتفون ويحيونني بلا وجهة، بينما أحاول شق طريقي بينهم بحذرٍ ودقة. أتفادى كأسًا من مشروب ألقاه ثنائي يتشاجر عند المدخل، ثم أشق طريقي عبر الممر، مُقلّبًا النظر بحثًا عن هارفي - أو عن وجهٍ مألوف على الأقل. وجوهٌ غير واضحة تعبر أمامي وسط هذا الحشد المتحرك، لكن لا أحد يعلق في ذهني، وأخي، هو الآخر لا أثر له.
أدفع باب المطبخ، وهناك، على الطاولة، يجلس جونغكوك غارقًا في قبلة مشتعلة مع فتاةٍ أظنها "أنابيل". تلتف عيناه الثملة نحوي، تتوقف لحظة قبل أن يحاول مناداتي بشيءٍ ما، لكن الضجيج يطغى على صوته، فأحاول قراءة شفتيه عبثًا. يزيح الفتاة ذات الشعر الأحمر بكسلٍ، ويتجه نحوي. أشيح بنظري بعيدًا وأخرج من الباب الجانبي قبل أن يصل إلي.
"هارفي!" ناديتُ بصوتٍ ملؤه الانزعاج، وأنا أفتح باب الحمام لأجده خاليًا. أجرب حظي مع باب آخر، لأجده خزانةً للملابس، فأغلقه بخجل. أتابع خطواتي المتوترة نحو السلم المؤدي للطابق العلوي، حين ألتقي بثنائي آخر ينزل الدرج، كأنهما شخصان خرجا لتوهما من قصةٍ عن العشق، يتمتعان بجاذبيةٍ وجمال لافتين، غير عابئين بوجودي. تبقى خلفهما رائحةٌ خافتة تدل على ليلةٍ مشبوبة بالشغف؛ يبدو أنه كان وقتًا ممتعًا بالنسبة له، أما هي، فملامحها الجامدة تنبئ عن أنها ربما تبحث عن تجربة جديدة لهذه الليلة.
"عذرًا، هل رأيتما أخي الأكبر، هارفي؟ لا أستطيع العثور عليه. شعره بني فاتح، عيناه بنيتان، ومزعج كما لو أنه جاء ليختبر صبري." أسأل بأدبٍ وأنا أومئ لهما بالقرب من أسفل الدرج.
"هارفي؟ هارفي قائد فريق السباحة؟ لا يمكن أن تكون شقيقه الأصغر،" قال الرجل مفتول العضلات بنبرة مستهزئة، موجهًا إصبعه نحوي بازدراء. "لا أصدق أن هارفي لديه شقيق بهذا... بهذا الشكل." نظرة الاحتقار تزداد عمقًا في عينيه، بينما الفتاة إلى جانبه مشغولة بهاتفها وكأنها غير مكترثة بما يجري.
"في الواقع، أنا فقط أردت -"
"ما بالك؟ هل أتيت تسعى إلى شيء مني؟ هل هذا سببك؟" قال بلهجةٍ مليئةٍ بالازدراء، وهو يدفعني في صدري بحدة. استطعت رؤية عروق عضلاته منتفخةً من توترها. بصق الكلمات وكأنها سهام ساخرة تخترقني بلا شفقة، ثم تجرأ ولمس منطقة خصره بتحدٍ، وأزاحها نحوي بخبث.
أنت تقرأ
boy in My bed -TK
Romansa"لا ينبغي لنا فعل هذا..." همست بصوت متهدج بينما تقترب شفاهنا مرة أخرى، كأن نارًا خفية تتسرب إلى أعماقي، فتستشعر يديه مناطق لم تطرقها من قبل؛ براءتي تتلاشى ببطء، مع كل لمسة تجوب عنقي بنعومة وعذوبة. "أعلم أننا لا نستطيع، وهذا ما يضفي على الأمر لذةً لا...