الفصل الثالث عشر: عودة الأفق
مرت السنين، والحياة بدأت ترجع لطبيعتها في القرية، لكن الأربعة تغيروا من الداخل، وكل واحد فيهم صار يشوف الحياة بشكل مختلف، مليانة مشاعر وفهم جديد للأسرار اللي شافوها. ريم تحديدًا كانت مشغولة بذكرياتها مع نايف، الذكريات اللي ما قدرت تنساها، وتحس إنها تربطها بشيء خاص بينهما.
سالم صار يهتم بتعليم عيال القرية، وصار يحكي لهم قصص عن التحديات اللي واجهها هو ورفاقه، ويعلمهم إن القوة ما هي بشيء تمسكه بيدك، بل باللي تملكه في قلبك وتواجه فيه المصاعب، حتى لو كان مؤلم.
أما ريم، فتحت مكتبة صغيرة بطرف القرية، تجمع فيها الكتب والأبحاث عن التاريخ والأسرار. لكنها كانت دائمًا تنتظر رسالة من نايف، تلمح فيها شوقه وحنينه لها. كل يوم تقرا رسائله وتشعر كأنها تقربهم من بعض أكثر، وتخلّيها تحس إنه رغم بعد المسافات بينهم، قلبها وقلبه صاروا قريبين.
فاطمة صارت تهتم بعلم الفلك، تراقب النجوم وتفكر في الأسرار اللي واجهوها، وتحس كأن في علامات جديدة في السماء، أماكن ممكن تقربها لفهم أكبر.
أما نايف، فبعد اللي صار، قرر يعيش بجبل قريب من القرية، عايش حياة منعزلة، لكنه دايم يتواصل مع ريم برسائل مليانة مشاعر. كل رسالة كانت تعبر عن شوقه لها، عن مشاعره اللي ما قدر يقولها لها يوم كانوا يقاتلون جنب بعض. ريم كانت تقرا رسائله كأنها تعبر عن كلام في قلبها، تتخيل اللحظة اللي راح يجمعهم القدر فيها مرة ثانية.
---
الفصل الرابع عشر: الغيوم الجديدة
في يوم غريب، كانت السماء مليانة غيوم ثقيلة. حس سالم بشيء غريب، كأن الأرض نفسها تتنفس معه. وقف على طرف الجبل يتأمل الأفق، وحس بشيء مألوف يرجع له، شي يذكره بالماضي اللي جمعهم.
سالم (يهمس لنفسه): "معقول… معقول تكون القوى رجعت؟"
نزل بسرعة، وجمع البقية عند المعبد القديم، الكل كان حاس بشيء غير طبيعي. ريم في هاللحظة رفعت عيونها على نايف، شعرت بشيء مختلف، كأن قلبها ينبض أكثر كل ما قرب منها.
ريم (بصوت متهدج): "نايف... أحيانًا أحس إن اللي بيننا أكبر من اللي مرت علينا."
نايف (يبتسم ويمسك يدها): "ريم، رغم كل شي صار، أقدر أقول لك إن وجودك كان القوة الحقيقية اللي دفعتني أكمل. أنا ما قدرت أنساك."
فاطمة (بقلق): "الأرض تغيرت من بعد ما سكّرنا الباب، أنا متأكدة إن الأمور ما بتبقى زي ما كانت."
نايف (بصوت جدي): "إحنا حراس مؤقتين، ما سكّرناه نهائيًا. وإذا كانت القوى بدأت تتحرك، معناها لازم نكون مستعدين."
وسط كلامهم، شافوا نور قوي بالسماء، الألوان تغيرت، والأرض بدأت تهتز تحتهم مرة ثانية.
---
الفصل الخامس عشر: العودة إلى المواجهة
الأربعة تحركوا بسرعة باتجاه المعبد القديم. أول ما وصلوا، شافوا الدائرة الحجرية اللي قفلوا فيها القوى تبدأ تتفكك، الصخور تتحرك والأرض تهتز، كأن المعبد نفسه يحاول ينفتح من جديد.
ريم (بخوف): "هل كنا غلطانين لما سكّرناه؟"
سالم (بتصميم): "ما كنا غلطانين، بس يمكن هذا هو الاختبار الأخير. لازم نكون أقوى من قبل، ولازم نلقى طريقة نسكر فيه الباب نهائيًا."
لكن هالمرة، ريم ونايف كانت مشاعرهم واضحة، كأن المواجهة هذه مختلفة، مش بس مع القوى، لكن مع مشاعرهم تجاه بعض. نايف نظر إلى ريم بنظرة مليانة ثقة وحنان، كأن عيونه تقول "أنا هنا معك."
نايف (بهمس): "ريم، إذا هذي اللحظة الأخيرة، أبيك تعرفين إنك كنتِ الدافع الوحيد اللي خلاني أقدر أتحمل كل شي."
ريم (بتنهيدة): "وأنا بعد، دايم كنتِ أنتظر اليوم اللي أقول لك فيه إني... أحبك."
في لحظة مليانة مشاعر، حط نايف يده على وجهها، وابتسموا لبعض كأنهم العالم كله حولهم ما له وجود. وسط هالأجواء، تحركوا الأربعة باتجاه الدائرة المكسورة، كان عندهم خطة واحدة: إنهم يسكرون الباب للأبد، مهما كان الثمن.
فاطمة (بتردد): "يمكن ما نرجع إذا دخلنا هناك، بس إحنا جاهزين، صح؟"
سالم: "ما عندنا شي نخسره. إحنا الحراس، وإذا كان لازم نضحي، بنضحي عشان نحمي القرية وأهلها."
وفي اللحظة الأخيرة قبل الدخول، نايف مسك يد ريم، وضغط عليها بثبات، كأنه يقول لها "أنتِ مو لحالك." ريم ردت بابتسامة، ودخلوا المواجهة الأخيرة بقلب قوي مليان حب.
---
النهاية: إرث الحراس
وبعد ما دخلوا، استخدموا كل المعرفة اللي اكتسبوها، وواجهوا القوى اللي كانت تحاول تطلع من جديد. كانت لحظة مصيرية، والأرض اهتزت كأنها تعلن نهاية المعركة، لكنهم نجحوا، سكروا الباب نهائيًا.
وفي اللحظة الأخيرة، نايف التفت لريم وقال: "كنتِ جزء من قوتي طول الطريق، وبدونك ما كنت بقدر أكمل." ريم ردت بنظرة مليانة حب، كأنها تعترف له إن حبها له كان أقوى من كل شيء.
أنت تقرأ
أطياف الوطن
General Fiction"أطياف الوطن": في قلب نجد، وسط جبالها وسهولها الواسعة، تنسج "أطياف الوطن" حكاية تأسر الأرواح وتشد القلوب. القصة عن أربعة أصدقاء - ريم، نايف، سالم، وفاطمة - يلتقون بصدفة تقلب حياتهم راسًا على عقب. في وسط أسرار غامضة وقوى قديمة، يخوضون مغامرات مليانة...