اهِلاً...بَارت جَديد استَمتعوا
----
مرت الأيام بثقل الزمن في مدرسة القمار، حيث بات اسم "جيون جونغكوك" يتردد بين جدران القاعات وأروقة الألعاب كسرٍّ غامض أثار فضول الجميع. كمن يزرع بذرة تحدٍّ في أرضٍ قد اعتادت الهيمنة والتكرار، حضوره لم يكن مجرد إضافة، بل كان أشبه بريح عاصفةٍ قلبت كل التوقعات وأيقظت في القلوب مشاعر متضاربة من الإعجاب والريبة.
كان صباحًا متشحًا بضباب الترقب حين بدأت الأحاديث تتناثر كالوشوشات بين الطلاب. همساتٌ عابرة، لا يُدرك مصدرها، لكنها تحمل في طياتها ذكرى الليلة الماضية، حين أُجبرت ليزا على مواجهة الهزيمة أمام القادم الجديد.كانت ليزا، رمز القوة والمنافسة، تسير في أروقة المدرسة بخطوات متزنة. لكنها في داخلها، كانت كالسفينة العالقة في عين العاصفة. لم يكن هزيمتها مجرد حادثٍ عابر، بل كانت صفعةً لأناها التي بُنيت عبر سنوات من السيطرة على كل من حولها.
وقفت للحظة أمام المرآة في غرفتها، تحدق في انعكاس وجهها. عينان تحدق فيهما الخيبة، لكنها سرعان ما ابتسمت بسخرية، وكأنها تخاطب نفسها قائلة:
"ليلة واحدة؟ هل تعتقد يا جونغكوك أن هزيمتي تعني شيئًا؟ الطريق طويل، وأنا أعلم كيف أستعيد ما أُخذ مني."
وفي مكانٍ آخر، حيث كانت الأجواء مختلفة تمامًا، جلس كيم تايهيونغ في شرفته الخاصة، يُطل على ملعب المدرسة وكأنه ملكٌ يراقب مملكته. كان يعلم أن وجود جونغكوك قد أشعل شيئًا جديدًا بين طلابه. ذلك التوازن الدقيق الذي حافظ عليه لسنوات، بدأت تهتز أركانه، لكنه لم يكن قلقًا.احتسى رشفةً من قهوته، ناظرًا إلى السماء الملبدة بالغيوم. بصوتٍ هادئ كهمسة الريح، قال لنفسه:
"البحر الهادئ لا يصنع بحارًا ماهرًا... يبدو أن هذه الأمواج الصغيرة قد جاءت لتحرك المياه الراكدة."كان يعلم أن جونغكوك ليس مجرد مقامرٍ عادي، بل هو لاعبٌ يُخفي خلف أوراقه أسرارًا أكبر من مجرد مهارات لعب. لكن بالنسبة لتايهيونغ، لم يكن جونغكوك خصمًا بعد، بل كان قطعةً في لعبةٍ أوسع، لا يُدرك الآخرون قوانينها بعد.
في صباح اليوم التالي، اجتمع الطلاب في القاعة الرئيسية. كان الجو ثقيلًا بالكلمات غير المنطوقة، وكأن الجدران نفسها كانت شاهدة على الحماس والخوف الذي يملأ القلوب.كان الجميع يعلم أن اللعبة القادمة ستكون مختلفة. أعلن المعلمون عن تحدٍ جديد يُطلق عليه "رقصة الشياطين"، لعبة بوكر نفسية تُمزج فيها المهارات العقلية بالحيل النفسية، حيث لا يُسمح لأي ضعفٍ أن يمر دون أن يُستغل.
تقدّم الطلاب واحدًا تلو الآخر نحو الطاولات. جلس جونغكوك في أحد الأركان، وجهه خالٍ من أي تعبير. عيناه كانت كالمرآة السوداء، تعكس ما حولها دون أن تكشف شيئًا عن أعماقها.
أنت تقرأ
مالِكـي. "TK"
Romanceفي عٰالمٍ يُحاك فيه مصير البشر بأيدٍ قاسية، حيث تندمج القُوَّة بالدهاء وتتراقص الأقدار على حافة الهاوية، يلتقي تايهيونغ، سِيد اللعبة الذي يُملي قوانينه بلا رَحْمَة، مع جونغكوك، الرجل الذي يحمل بُرودَة قاتِلَة ولامبالاة تُخفي وراءها أعماقًا مُظْلِمَة...