𝐟𝐨𝐮𝐫

19 3 0
                                    

مَرحباً...بَارت جَديد..استَمتعوا.
---

بينما كان الليل يعمُّ المدرسة، وُضِعَت الأنوارُ الخافتةُ على الممرات الضيقة، فكانت تضيء الوجوه المشوهة بالهموم، وتلقي بظلالٍ غريبةٍ على خطواتهم المتثاقلة. في تلك الزوايا المظلمة، حيث لا يجرؤ أحدٌ على السير في وحدته، كان تايهيونغ يقف، يراقب بعينين شاردتين، كأنما يودُّ أن يُدرك سرَّ ذلك الهدوء الذي يلفُّ المكان.

لم يكن كعادته، فالقلق كان يتسرب إلى قلبه رغم محاولة إخفائه. لطالما اعتقد أن لا شيء يستطيع أن يزعزع سلطته، ولا أحد يُمكنه أن يهدد تَفَوُّقه. ولكن، كان هنالك شيءٌ مختلفٌ في هذا الرجل، هذا جونغكوك، الذي دخل عالمه فجأةً، وكأنما سرق الضوء من عينيه في لحظةٍ.

بخطواتٍ بطيئة، يقترب منه، يلاحِظُ كلَّ حركةٍ وكلَّ تعبيرٍ على وجهه. حتى تلك الهمسات التي كانت تهدرُ داخل عقله، كانت تُحدثُ فوضى لم يشعر بها من قبل. كانت عيناه، بتلك النظرة الغامضة، تتنقلان بين ملامح تايهيونغ كما لو كان يدرس خباياه، يقرأ أسراره العميقة دون أن ينبسَ بكلمة.

"أنتَ تُفكر في شيءٍ ما، أليس كذلك؟" قال جونغكوك أخيرًا، صوته كان هادئًا لكنه يحمل تحذيرًا غامضًا.

نظر تايهيونغ إليه، ثم ابتسم ابتسامةً باردة. لم يكن في مزاجٍ يسمح له بالحديث، لكن، كما اعتاد، أجاب: "أنا دائمًا أفكر في شيء، لكن ذلك لا يخصُّك."

كانت الكلمات ثقيلة، ومع ذلك كان في صوته شيءٌ مُقلِق، كأنما يحاول أن يُخفي تحته رِداء من الثقة. لم يكن يريد أن يظهر ضعفًا أو قلقًا. كان يريد أن يظلَّ في موقف القوة، رغم أن شيئًا ما كان يتغير في داخله مع كل لحظةٍ يمر بها بالقرب من هذا الشخص.

جونغكوك لم يُبدِ أيَّ ردِّ فعلٍ، ولكنَّ نظراته لم تتركه. تلك النظرات كانت أقوى من أيِّ كلمات، وكأنها تُخبره بما لا يستطيع أن يصرح به.

أخذت دقيقة صمت تطول بينهما. كلُّ شيء كان ساكنًا، كأنَّ الوقت قد تجمَّد فجأةً، ولكن داخل تلك السكون كانت الحرب النفسية تتصاعد. "أنتَ تظنُّ أنني لا ألاحظ ما تفعل؟" قال جونغكوك أخيرًا.

قالها بلهجةٍ هادئة، لكنها كانت تحمل في طياتها شيئًا عميقًا. كان يعلم أن هناك ما يدور في عقل تايهيونغ، كما يعلم أن نظراته لا تُخدع. كان يقترب منه أكثر، وكأنَّه لا يترك له فرصة للهرب.

"لا شيء مما تفعله يعنيني"، ردَّ تايهيونغ وهو يُحاول أن يُخفي توتره. كان يعلم أن كلَّ شيءٍ يمكن أن يتغير في لحظةٍ، ولكنه لا يريد أن يظهر أمامه ضعيفًا أو مترددًا.

ولكن، في أعماق قلبه، كان يعلم أن الأمر ليس كذلك. كان هناك شيءٌ ما في جونغكوك، شيءٌ لا يستطيع أن يفهمه، ولكنَّه كان يشعر به بوضوح. كان يحاول أن يُهرب من ذلك الشعور، لكنَّه كان يعود إليه مجددًا، كالشبح الذي يطاردك في الليل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 14 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مالِكـي. "TK"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن