في قلب الغابه المظلمه 1جزء اول

1 2 2
                                    


في عالم بعيد، حيث كانت الغابات العميقة تمتد بلا نهاية وتختبئ أسرارها بين الأشجار الكثيفة، كانت توجد مملكة إيليثيا، مملكة سحرية عتيقة تحكمها الآلهة الأرضية. كانت هذه الممالك محجوبة عن أعين البشر، تم عزلها بعوامل سحرية قوية تمنعهم من الدخول إليها أو حتى رؤيتها. واحدة من هذه الممالك كانت مملكة فيرا، حيث وُلدت "إيلا"، الأميرة الوحيدة التي كانت تمتلك قوى لا تصدق.

إيلا لم تكن مثل أي فتاة عادية. منذ ولادتها، كانت تحمل قوة سحرية نادرة، تجعلها قادرة على التلاعب بالعناصر الطبيعية: الأشجار، الرياح، والنباتات. كانت تمتلك قدرة فريدة على إحياء الزهور التي ماتت، وتحويل الأشجار إلى كيانات حية تتنفس. كانت هذه القوة تمنحها احترامًا هائلًا بين مخلوقات الغابة وحيواناتها، لكنها كانت أيضًا مصدر قلق كبير.

كان لدى الآلهة الأرضية قانون صارم: يجب أن تظل ممالك السحر مخفية عن البشر، حيث كان البشر يسعون دائمًا للسيطرة على القوى السحرية التي تُستخدم للأغراض الشريرة: تحقيق الأماني، السيطرة على الطبيعة، وأحيانًا استخدام الدماء. كان سرّ الدماء السحرية للأميرات مثل إيلا هو أكبر غزوات البشرية. فكل قطرة دم يمكن أن تمنح القوة أو الجمال، أو حتى تخلّق أشياء لا يمكن تصورها. لهذا السبب، كان يجب إخفاء مملكة فيرا، وكانت إيلا محبوسة داخل الغابات المظلمة بعيدًا عن البشر.

رغم أنها كانت أميرة جميلة وذات قوى خارقة، إلا أن إيلا كانت تعيش في وحدة تامة. كان والدها، الملك أرين، يحذرها دائمًا من الاقتراب من حدود الغابة أو التواصل مع البشر. "هم لا يعرفون كيف يقدرون ما لديهم، وسوف يسعون إلى تدمير كل شيء لأجل ما لديهم." هكذا كان يقول لها، وهو يراقبها من بعيد، يعتقد أن الحماية الوحيدة هي العزلة.

لكن منذ سنوات، كانت إيلا تشعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبها. شعور بالفضول، بل بالحاجة للعثور على شيء أكبر من هذا العالم المعزول. كانت تشعر برغبة قوية في الخروج من الغابة، في اكتشاف العالم البشري. كانت تحلم بأشخاص يعيشون في مدن بعيدة، بأماكن مليئة بالأضواء، بأصوات ضحك وتبادل للحكايات. كانت تعلم أن هذا غير ممكن، ولكن كان يراودها هذا الشعور دومًا.

كانت تمر الأيام ببطء، وكلما زاد شعورها بالعزلة، زادت رغبتها في معرفة العالم خارج حدود مملكتها السحرية. كانت أحيانًا تلتقي بـ مخلوقات الغابة: الطيور الطائرة، والذئاب المائية، والفراشات الذهبية، جميعهم كانوا رفاقها الوحيدين. لكنهم لم يستطيعوا أن يشبعوا رغبتها في التواصل، في الحب، في المعرفة.

في إحدى الليالي، بينما كانت تسير في الغابة العميقة، تراءى لها شعاع ضوء غير طبيعي بين الأشجار. لم تشعر بهذا الشعاع من قبل. كان يتألق بألوان لم ترها في حياتها. اقتربت منه بحذر، لكن عندما اقتربت بما يكفي، رأت شيئًا لا يُصدق: كان إنسانًا، شابًا طويلًا يرتدي ثيابًا مبللة ويبدو وكأنه قد ضل طريقه. مخلوق بشري كان قد دخل إلى غاباتها دون أن يُدرك أبدًا سر مكانه.

كان "كيران"، شابًا من قرية بعيدة خارج الغابات، قد تاه بعد حادث في أحد الغابات القريبة. كان يبحث عن طريق العودة إلى منزله، لكن كل الطرق كانت تؤدي إلى المجهول. كان شجاعًا بما يكفي ليدخل الغابات العميقة رغم تحذيرات قريته، وها هو الآن يواجه إيلا،

لكن إيلا لم تكن جاهزة لهذا اللقاء. كانت تشعر بشيء غريب عندما نظرت في عينيه، وكان قلبها ينبض بقوة كما لو أنها كانت تراه لأول مرة. هل هذا هو ما كانت تبحث عنه؟. في أعماقها، كانت تدرك أن لقاء هذا الشاب قد يكون الخطوة الأولى نحو اكتشاف مصيرها.

لكن هل يمكنها أن تثق في هذا الإنسان؟ كانت تعلم أنه إذا اكتشف حقيقتها، إذا عرف من هي ومن أين أتت، فقد يعرض حياتها وحياة مملكتها للخطر. هل سيخونها؟ هل سيستخدم دماءها لتحقيق أغراضه؟

نهاية الجزء الأول.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: 7 days ago ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

دماء الغابة Where stories live. Discover now