الفصل الاول

182 35 79
                                    

كانت تمشي بخطوات واثقة على أرضية الرواق الرخامية كأنها لا تعترف بوجود أحد غيرها... شعرها الأشقر الطويل ينساب خلفها كخيوط ذهبية وعيناها الزرقاوان تلمعان ببرود لا يفسح المجال لأي تأويل... جمالها الهادئ كان يخدع الجميع فشخصيتها بعيدة كل البعد عن هذا الهدوء... هي كالبركان تحمل في داخلها طاقة تغلي طاقة تجعل الرجال الذين يركضون خلفها بالكاميرات أشبه بصيادين يطاردون ظلالها

هي "بيانكا يلماز" ابنة الممثلة الأسطورية إينيسيا سميث ومدرب منتخب نيويورك يانكيز الشهير أوزي يلماز... اسمها وحده يكفي ليُلهب عناوين الصحف

عبرت البوابة الزجاجية الضخمة لشركة "w" تاركة الحراس يطردون الصحفيين بنظراتهم الحادة وكلماتهم القاسية... خلعت نظارتها الشمسية السوداء وألقت بها مع قبعتها الجلدية في يد مساعدتها الشابة كاسي التي وقفت تنتظرها مثل جندي منتبه

تناولت ملفًا من يدها الأخرى وسألت بجدية صارمة
"ما جدول الاجتماعات اليوم؟"

ابتلعت كاسي ريقها وهي تحاول مجاراة خطوات بيانكا السريعة
"هناك ثلاثة اجتماعات رئيسية، الأول مع الفريق القانوني حول بنود العقود، والثاني مع فريق التسويق... والثالث تأجل، يبدو أن القرار بشأن التصويت لا يزال معلقًا"

توقفت بيانكا فجأة، مما جعل كاسي تصطدم بها بخفة... التفتت إليها بنظرة جعلت الأخيرة تشعر وكأنها وقفت أمام قاضٍ ينتظر التبرير
"التصويت؟ ماذا تقصدين؟"

رفعت كاسي حاجبيها بتوتر وهي تبحث عن الكلمات المناسبة
"التصويت بشأن منصب المديرة التنفيذية... لقد تم رفضك مجددًا، آنسة بيانكا.. الشروط التي وضعها جدك لم تنطبق عليك بعد"

قبضت بيانكا على الملف بيدها ليتحول البياض الناصع لأصابعها إلى ظل قاتم يعكس غضبها المكتوم... توقفت للحظة عيناها مسمرتان على نقطة في الفراغ قبل أن تسأل بصوت منخفض ولكنه حاد
"ومن تم التصويت عليه؟"

ردت كاسي بسرعة
"أدريان"

عضت بيانكا على شفتيها الممتلئتين محاولة قمع بركان الغضب الذي يكاد ينفجر... ثم وبحركة متمرسة استعادت ابتسامتها المصطنعة التي كانت أشبه بالقناع
"وأدريان؟ ماذا فعل؟"

ترددت كاسي للحظة قبل أن تبتسم بحذر
"رفض المنصب مجددًا"

أطلقت بيانكا زفيرًا طويلًا وكأنها تحررت من ثقل لا يحتمل ثم رفعت رأسها بشموخ وقالت ببرود
"ألغي كل الاجتماعات... لدي موعد مهم مع جدي العزيز"

لم تنتظر رد كاسي بل أكملت سيرها باتجاه المصعد الذهبي حيث سيُحسم كل شيء قريبًا

حين وصلت إلى مكتب جدها في الطابق العلوي، المكتب الذي يشبه بمتحف فاخر بديكوراته الخشبية العتيقة والجدران المليئة بصور عائلية وشهادات تقدير تروي قصة نجاحه الطويلة... وقفت أمام الباب الكبير المصقول للحظة تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب قناع الهدوء الذي ترتديه... طرقت الباب بخفة ثم فتحت الباب وألقت رأسها إلى الداخل بابتسامة مشاكسة
"جدي العزيز"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Call it Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن