ألان (بغضب شديد): "كيف تجرأت على الهروب بالمال يا ليوناردو؟ كنت أظنك رجلاً يمكن الاعتماد عليه، لكنك خنتني بشكل واضح!"ليوناردو (ببرود): "لم يكن لدي خيار آخر، المال كان فرصة كبيرة. أنت لا تفهم الوضع، وأنا كنت مجبرًا."
ألان (مهددًا): "كنت مجبرًا؟ حسنًا، إذا كان الأمر كذلك، فلا تنسَ أن لديك ابنة... أليانا. إذا كنت تظن أنك ستفلت من العقاب بسبب المال، فأنت مخطئ."
ليوناردو (مستفزًا): "أليانا؟ إذا كنت تفكر في تهديدي بها، فإني أخبرك بوضوح، إذا كان هذا هو تفكيرك، يمكنك أن تخطفها أو تقتلها هذا لا يشكل فارقا بالنسبة لي "
ألان (بغضب شديد): "أنت لا تدرك عواقب ما تفعله. إذا كان ثمن خيانتك هو حياتها، فلن أتردد في اتخاذ القرار."
ليوناردو (مستهزئًا): "لا تهمني تهديداتك و بالنسبة لتلك الغبية خذها و أرحني منها سأكون ممتن لك حقا ."
ألان (بصرامة وقوة): "لن أسمح لك بالاستمرار في هذا. إذا كنت تعتقد أنني لن أتصرف، فأنت في أكبر خطأ."
كانت أليانا أمام مكتب ليوناردو أباها و قد سمعت كل مادارا بينهما حيث امتزجت مشاعر الغضب و الخوف و الحزن و قد امتلأت عيناها بالدموع مع بريق طفيف يغلب عنه التوتر.. و من ثم وقبل أن يشعر أباها بها تراقبه إتجهت إلى الخارج مسرعة وكل تفكيرها مشتة بين حقيقة أباها و كيف ستهرب منه و إلا أين ستذهب ...
و عند خروجها اتجهت مباشره إلى قصرها التي تركته لها أمها قبل موتها لتختبأ هناك حتى يهدأ الوضع .. ولكن عند وصولها كانت الصدمة ..
لقد اكتشفت أن القصر قد باعه أباها ليجمع المال و يهرب من البلاد بسبب تورطه مع عصابات أخرى بخلاف المدعو zodiac و كانت أمام الباب تصرخ محاولة الدخول لكن الحارس لم يسمح لها بالتقدم ولو بخطوة .
لكن أليانا لم تستسلم و اتجهت مباشره لنفق تحت أرض القصر يؤدي إلى غرفة المعيشة حيث كان النفق طويلاً ومظلماً، بالكاد تسللت إليه خيوط من الضوء من شقوق صغيرة في الجدران الحجرية الباردة. رائحة الرطوبة ملأت المكان، ممزوجة برائحة خافتة للتراب القديم. كانت الجدران مغطاة بطبقة من الطحالب الخضراء التي تشهد على عزلة هذا المكان منذ زمن بعيد. الأرضية غير مستوية، مليئة بحصى صغيرة تصدر صوتاً خافتاً تحت خطوات أليانا الحذرة. كلما تقدمت أكثر، كان الظلام يزداد كثافة، وكأن النفق يبتلعها شيئاً فشيئاً، حتى وصلت إلى باب حديدي عتيق، صَدِئ الأطراف، يقف حاجزاً أمامها، يخبئ خلفه عالماً آخر، ربما ذلك القصر الذي ستغير دخوله حياتها إلى الأبد.
و بعد بضع دقائق وصلت و إذ بها ترى أن القصر لم يكن كما تركته لها أمها عبارة على سقف و أرضية فقط ثم استدارة لترى من خلال باب الغرفة الزجاجي رجل قوي البنية، و قد انعكست على ظهره أشعة الشمس . عضلاته البارزة كانت تتحرك بتناغم مع كل ضربة من يديه ، وكأنها تُخبر حكاية رجل اعتاد القوة والصلابة. كان جلده المبلل يلمع تحت الضوء، يُبرز وشماً به حبار في يده اليمنى ، ربما يحمل ذكرى قديمة أو رمزاً لمعركة ماضية. ..وقفت ميلانا في مكانها، تشعر بشيء من الدهشة، ليس فقط لقوته الواضحة، بل لتلك الهالة الغامضة التي تحيط به، وكأن الماء كان ينساب حوله باحترام، يرفض تحدي حضوره."