أنهت سوراي يومها في الجامعة، متعبة لكنها راضية بعد يوم مليء بالمحاضرات والمناقشات. جمعت أغراضها، ووضعت حقيبتها على كتفها، واتجهت نحو المنزل كعادتها. كان الوقت مساءً، والشمس بدأت تغرب، تاركة السماء بلون برتقالي خافت.
اختارت كالعادة الطريق المختصر الذي يمر عبر زقاق ضيق يقودها إلى منزلها. هذا الزقاق كان مهجورًا في الغالب، لكنها اعتادت العبور منه منذ سنوات دون أن تواجه أي مشكلة. إلا أن هذا المساء كان مختلفًا.
عندما دخلت الزقاق، شعرت بوجود هالة مخيفة وجو مشحون بالكآبة. الهواء كان ثقيلًا، والرائحة مختلفة، تشبه رائحة الرطوبة والعفن. كانت هناك برودة غير مألوفة تجتاح المكان، وكأنها دخلت إلى بُعد آخر.
أوقفها شعور غريب، مثل تيار كهربائي خفيف يمر عبر جسدها. الهالة التي أحاطت بها كانت قوية لدرجة جعلتها تتردد للحظة، لكن فضولها كان أقوى من خوفها.
"ما هذا؟"
تساءلت في داخلها، وهي تلتفت حولها محاولة فهم ما يحدث.في نهاية الزقاق، كان هناك شيء غامض يلوح في الأفق، يبدو وكأنه ضوء خافت ينبعث من مصدر غير معروف. استجمعت شجاعتها وقررت الاقتراب أكثر. كلما تقدمت خطوة، كانت تشعر بأنفاسها تتسارع، لكن لم تستطع مقاومة الرغبة في اكتشاف هذا الغموض.
عندما اقتربت من مصدر الهالة، لاحظت أن هناك شكلًا غامضًا يقف بين الظلال، لم تستطع تمييز ملامحه بسبب الظلام الذي يغمر المكان. لكن ما لفت انتباهها هو التشابه الغريب بين هذه الهالة وتلك التي شعرت بها يوم وفاة أخيها.
كانت تلك اللحظة كافية لتعيد إليها ذكريات مؤلمة عن أخيها الراحل، الذي رحل في ظروف غامضة لم تستطع تفسيرها حتى اليوم.
"هل يمكن أن يكون لهذا المكان علاقة بما حدث؟"فكرت في نفسها، وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها المتسارعة.
لم يكن هناك مجال للتراجع الآن. دفعت نفسها للتقدم نحو الكيان الغامض، متجاهلة الخوف الذي يصرخ في أعماقها بالابتعاد.
خطوة، ثم خطوة أخرى، حتى أصبحت قريبة بما يكفي لتلاحظ أن هذا الكيان ليس بشريًا بالكامل. شيء ما كان يتغير في الهواء من حولها، وكأن الزقاق بأكمله يتحول إلى مشهد من كابوس.
مع كل خطوة كانت سوراي تخطوها نحو نهاية الزقاق، كانت تشعر بثقلٍ يتضاعف على كاهلها، وكأن الهواء نفسه أصبح مقاومًا لها. الهالة الغامضة حولها لم تكن تضعف، بل على العكس، كانت تزداد كثافة وقوة كلما اقتربت أكثر من مصدرها. كانت تشعر كأن شيئًا غير مرئي يحاول دفعها للابتعاد، لكن فضولها كان يدفعها للاستمرار، غير عابئة بتحذيرات عقلها.
![](https://img.wattpad.com/cover/377724962-288-k686765.jpg)
أنت تقرأ
The Slayer And The Devil Girl
Romanceفي أعماق مدينة هادئة، حيث كانت الحياة الجامعية تمر بين قاعات الدراسة والمكتبات، كان " السفاح " يخفي سراً مظلماً خلف وجهه الهادئ وابتسامته الخافتة. كان يعيش حياة مزدوجة، بين طالب جامعي مجتهد وسفاح يطارد ضحاياه في الظلال. لم يكن أحد يعلم عن هويته الحق...