"ملاك في جحيم الظابط القاسي"3

20 2 3
                                    

كان محتوى الرسالة:

"مش قولتلك هتدفعي تمن القلم ده غالي أوي؟ زي ما هنتيني قدام الكل، هحرق قلب كل واحد عزيز عليكي. الحادثة بتاعت خطيبك وحب طفولتك دي مُدبّرة، وأكيد طبعًا عرفتي مين اللي دبرها. أنا عارف كل خطوة هتعمليها. هتكون قدامك مشكلة أكبر من الحادثة دي لو مجتيش عندي. ولو قولتي لحد، أو حتى ندى صحبتك، هحسرك عليها."

قرأتها ملاك بهلع، وهي تشعر وكأن قلبها توقف عن الخفقان. الآن عرفت أن اللعبة كانت أكبر من مجرد حادث. هي في مواجهة ضابط شرطة، وحياة أحبائها على المحك.

استجمعت قواها وأغلقت الهاتف، بينما كانت الدموع تكاد تنهمر من عينيها، ولكنها أصرّت على عدم إظهار أي ضعف.

وهمست لنفسها وقالت: "لازم أروح"

ملاك نظرت إلى ندى التي كانت جالسة بجانبها في السيارة، تحاول أن تبقى هادئة رغم كل شيء، ولكن كان واضحًا في عيونها القلق والترقب.

ندى: "ملاك، إيه ده؟ في إيه؟ ليه كل ده؟"

ملاك حاولت أن تسيطر على مشاعرها، لكنها لم تستطع إخفاء الخوف الذي بدأ يتسلل إلى قلبها. قالت بصوت منخفض:

ملاك: "جاسر... هو اللي دبر الحادثة دي. هو اللي بيهددني دلوقتي. وأنا مش عارفة أعمل إيه."

ندى نظرت إليها بصدمة، وكأن الكلمات لم تصل إليها بالكامل، لكنها حاولت أن تهدئ من روعها.

ندى: "إزاي يعني؟ جاسر... ده ظابط! إزاي ترفع إيدك عليه وتضربيه؟ ده شخص مينفعش تلعبي معاه، وعمره مابيعرف الرحمة."

ملاك ابتسمت ابتسامة حزينة، ثم قالت:

ملاك: "أنا مش عارفة، ندى. كل حاجة بقت ضباب قدامي. ده مش بس تهديد... ده واضح إن فيه حاجة أكبر من كده. الناس دي مش بتلعب."

ندى أخذت نفسًا عميقًا، ثم أمسكَت بيد ملاك.

ندى: "أنتِ مش لوحدك، ملاك. مهما حصل، أنا هنا. هنحاول نلاقي حل مع بعض. مفيش حد هيقدر يحاربنا لو إحنا مع بعض."

ملاك ابتسمت بتردد، لكن كلمات ندى كانت تعطيها بعض الأمل. رغم الخوف الذي يحيط بها، كان هناك شيء في قلبها يقول إن الفرصة لم تنته بعد.

وصلت السيارة إلى المستشفى، ولكن ملاك كانت تشعر وكأن الزمن توقف. كانت تشعر بأن كل خطوة تقترب بها من مكان الحادث تقربها أكثر إلى مصيرها المظلم. دخلت مع ندى إلى المستشفى، حيث كانت الفوضى تعم المكان.

ملاك: "فين عمر؟"

الممرضة التي كانت خلف المكتب رفعت رأسها وقالت بصوت منخفض:

الممرضة: "هو في غرفة الطوارئ، بس مش متأكدة إذا كان هينجح في النجاة أو لا. الحادث كان شديد جدًا."

كان الألم يعتصر قلب ملاك. عمر، حب طفولتها، الشخص الذي كانت تتمنى أن يقف بجانبها في كل شيء، الآن على حافة الموت.

ملاك: "لا... مش ممكن. لازم يكون بخير. أنا مش هسمح لحد يخطفه مني."

ندى أمسكت بيدها مرة أخرى وقالت بهدوء:

ندى: "هتكوني قوية، ملاك. هنمشي مع بعض خطوة بخطوة. بس لازم تكوني مستعدة تواجهين كل شيء."

بينما كانت ملاك تحاول تهدئة نفسها والانتظار، وصل إليها صوت خطوات ثقيلة على الأرض. كان الصوت يقترب منها، وعندما نظرت خلفها، شاهدت شخصًا يقف أمامها، عينيه تحملان التهديد نفسه الذي شعرت به في الرسالة.

كان هو... "جاااسر"
.........................................................................................................
بقلمي:سلمى أيمن

ملاك في جحيم الظابط القاسيWhere stories live. Discover now