[ العبث الأول]

7.2K 530 287
                                    

               [ العبث الأول] 

تمهيد | الرواية لا تتناسب مع الأشخاص الذين يصعب عليهُم التحكُم في مشاعرهُم، غير مُناسبة لِمن هُم يحملون داخِلهُم رُفات المواقِف السيئة التي مروا بِها، فـ تراكمت داخِلهُم كـ چمرات النار، إن أكملتُ قِرائتها سينفجِر بُركانك.. وأخيرًا، لا تُناسِب أبدًا كُل مطعون بـِ خنجر الخِذلان مِن صديقهُ.

تحذير الكاتِبة | الرواية تحتوي على مشاهِد د| موية وعنـ| يفة.

•- حملتُ قلبي على كف يدي نازِفًا، أسيرُ بين الجموع ناظرًا لهُم أني أمو| ت بِبُطء، أرفُض أن يمد لي أحدهُم يد العون
لقد قتـ| لني صديقي بيديه التي كُنت أألِفُها، كيف لي أن أثق بأي أيادي أُخرى.

كانوا قاعدين على الرمل قُدام البحر.. وقت الغروب، واقِف عيسى شايل بِنتُه قمر، وقُدامُه نوح لابِس قميص أبيض زي بقية السُفراء
مد عيسى بهزار إيديه الإتنين اللي شايلين بِنتُه لـِ نوح وهو بيضحك بسعادة وبيقول:  خُد يا رااايق
نوح يمد إيدُه يمثل إنُه هياخُدها يروح عيسى باعِد إيدُه ببنتُه، يكررها تاني والبنت تضحك
وعزيز وأمير واقفين بيشووا حاجات على الجريل وهُما بيبصولهُم بسعادة
حضن عيسى بِنتُه ولف بيها مرتين وهو بيرفعها للسما.
عزيز بصوت عالي لنوح:  تعالى ساعدنا عشان نخلص ونتمشى شوية سوا، لغاية ما الحريم يجهزوا بقية الأكل.
رفع الرايق إيديه الاتنين وقال بضحكة:  أنا عملت اللي عليا وجيبتكُم هِنا، الباقي عليكُم إنتوا.
أمير بإبتسامة:  مينفعش يا رايق، طالما جبتنا لازم نرجع معاك، إحنا جينا الطريق دا أربعة وهنمشي أربعة.
نوح وهو بيتربع وبيقعُد جنب رفيف، اللي شعرها نازل على رجليها وبتبتسم لُه قال:  لا أنا طريقي غير طريقكُم، لازم أمشي أنا بقى.
سحب رفيف وإداهُم ضهرُه وراح ناحية البحر، عيسى وِشُه بِهت وقال بنبرة حزينة:  هو مشي بسُرعة ليه؟  مودعناش.
بص لأمير وعزيز لقاهُم حاطين وشهُم في الأرض
ومبيردوش، والرمل اللي كان قاعد عليه الرايق مرسوم عليه ثلاث أشخاص، كُل واحد بينُه وبين التاني مسافة.
_________________________________
Eight o'clock PM.. Eight O'clock  PM

إتنفض عيسى مِن الحِلم وهو عاري الصدر، العرق بينزِل من جبينُه وبيوقع على الملاية، صوت صفير شديد في ودانُه خلاه يميل راسُه على جهة اليمين وهو بيغمض عينيه مِن شِدة الصوت.. جفاف شديد في الحلق ونبضات قلب سريعة، وأنفاس ساخِنة..  بيحاوِل ياخُد نفسُه كإنُه كان في سباق، لما فاق وإستوعب إنُه حِلم.. بدأت نبضات قلبُه تهدى لكِن بألم غير مُحتمل، بص للزُجاج الكبير بتاع اوضتُه اللي بيبين لُه الشارِع، الدنيا ظلام وأنوار العواميد الصفراء في الأسفل هي اللي طاغية، صوت خبط المطر على الزُجاج خلاه يرتجِف، قام من السرير وسحب چاكيتُه الجِلد اللي مرمي على الكُرسي، ولِبسُه وهو بيحُط حديدة السلسلة بين سنانُه وبيضغط عليها، وعينُه الشمال بترِف.

' العبــث الأخــيــر' \رُكاب سفينة نوح/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن