_7 تظهر مشاعره

3 0 0
                                    

وما الدنيا إلا ثلاث أيامٍ بالعدد ؛
أمسٍ خضناه وعايشناه بكل ما به ولن يعود مجدداً؛
واليوم نعيشه ونراه ولن يدوم ؛
وغداً لا نعلم اين سنكون ؛
سامح وعِش بسلامٍ في حياةٌ فانيهٌ ؛
حتى تلقىٰ وتصل لآخرةٌ دائمةٌ
دع الخلق للخالق ، والمظلوم له أيضاً ، فما الله عز وجل إلا الرحيم العادل
العمر لحظاتٍ كلما مرّت تمنيتَ أن تعود ،
سِر بعقلك الحكيم لا بقلبك الرحيم ، دع عقلك يقودك في الحياه ، ودَعَك من كلام الآخرين ، فلن يقودك كلام الناس ؛
ولن ينفعك نتيجه حديثهم ،
فهي الدنيا تُحِب ولا تُحابي .

_" لما لا نسامح مباشرةً دون التفكير "_

وكان هذا كلّه ما يدور في خلد «فيروز» وهي تجلس هكذا شاردة في غرفتها وهي تُفكر في طريقة تعامل «نورهان» الجديدة كلياً معها ، وعلى الرغم من أنها سعيدة لتحسن العلاقة بينهم ، إلا أنها مُتعجّبة من ذلك ، فهي منذ صِغرهم ولم تطيق لها كلمةٍ ولا تنظر لها بحلوةٍ ، وقاطع استرسال أفكارها صوت طرق الباب الذي انتشلها من حرب افكارها ، حمحمت وقامت بالرد:
_ ادخل
فُتِح الباب بواسطه «نورهان» وكأنها تجسدت لها من افكارها لتُصبح أمامها وتسيطر على أفكارها حتى لا تسمح لها بالتفكير في أمر معاملتها معها ، نظرت لها «نورهان» بهدوء وقالت وهي تحدق بها:
_ مالك يا «فيروز» من ساعة ما دخلت وانتي سرحانه في اي.

نظرت لها وهي تبتسم لها وتحاول أن تزيح ما تفكر به:
_ لا ابدا مفيش حاجه بس كنت بفكر في «سلمى» بس علشان مش عارفين نوصلها بـ اي طريقة.
نظرت لها بحزنٍ وهي تقول:
_ ربنا معاها بقى وان شاء الله هنعرف هي فين يمكن الموبايل اللي معاها اتسرق أو فاصل وهي مش واخدة بالها وهي مش عارفة تتواصل معانا مشغوله في الشغل مثلاً .
اماءت لها بهدوء ، فعادت تنظر لها وبدأت بالحديث:
_ أنا عارفة انك مستغربه طريقة تعاملي معاكِ ، وعارفة انك زمانك بتقولي أكيد في حاجه غلط ، بس أنا لما«سلمى» مشيت حسيت اني بقيت لوحدي أنا وأنتِ مع البنات الصغيرين ، ومس «احسان» هتتضايق وتزعل لما تلاقي كل واحدة واخده جمب من التانيه ، دا غير اني عارفة انك طيبه وقلبك جميل واكتشفت اني كنت غلطانه مؤخراً وحاولت اصلح كل دا بس مش قصدي حاجه.

اقنعتها وتأثرت صاحبة القلب الطيب بحديثها ، كانت تحلق من الفرحة كون «نورهان» أخيرا تتقبلها ، فواجهتها بإبتسامه واسعة وهي ترد عليها:
_ أنا فعلاً كنت بفكر في دا كله وكنت بحاول ابعد الموضوع عن دماغي على قد ما أقدر عشان مظلمكيش ، ويعلم ربنا كلامك دا اثر فيا ازاي ، وأنا أصلا بحبك وبعتبرك اختي الصغيره والله يا «نورهان» وكنت دايما بحطلك عذرك ومش بزعل لو اتعاملتي معايا وحش وكنت بحطلك عذرك وان فرق السن بينا يمكن مخليكي مفكرة انك مش من سننا أوي مع انك خلاص داخله على 19 سنه ، بس الحمد لله حصل خير وهنبدأ من أول وجديد.
حاولت أن تُجيد الموضوع أكثر فاقتربت منها وعانقتها بحب مزيف وهي تقول لها بإبتسامة ظاهرة في حديثها:
_ وأنا من هنا ورايح هعتبرك اختي الكبيرة وهشاركك كل حاجه تخصني وهنقرب من بعض أنا واثقه.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 02 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مُلتقىٰ الأغرابُWhere stories live. Discover now